أجرى مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، أمس، اتصالاً هاتفياً بالجنديين المصابين في واقعة "المدمن المنتحر" فجر أول من أمس، واطمأنّ على وضعهما الصحي، وأكد حرص الوزارة على سلامتهما الشخصية، مشيداً بشجاعتهما في التصدّي للمحاولة الفاشلة التي أقدم عليها مواطن، كما كافأهما على موقفهما البطوليّ مالياً.

وتمّ الاتصال أثناء زيارة مدير عام مكافحة المخدرات اللواء عثمان المحرج، للاطمئنان على وضع الجنديين المصابين موسى ناجح الشراري وعبدالله محمد المري، اللذين يرقدان في مستشفى الملك فهد بمحافظة الأحساء.

وقال اللواء المحرج في تصريح صحفي، إن النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز، وجها بتقديم كل ما من شأنه العناية برجلي الأمن وتتبع أحوالهما. وأضاف أن الأمير محمد بن نايف، نقل للمصابين تحيات أصحاب السمو الملكي الأمراء وتمنياتهم لهما بالشفاء العاجل.

وسلم اللواء المحرج خلال الزيارة، المصابين مكافأة مالية قدرها 100 ألف ريال لكل منهما، وأكد أن مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية وجه بسرعة الرفع عنهما لمكافأتهما معنوياً.

وفي سياق متصل تكشفت معلومات جديدة حول واقعة "المدمن المنتحر" حصلت "الوطن" عليها من مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في المنطقة الشرقيةالعميد عبدالله الجميل.

وطبقاً لما فصّله العميد عبدالله الجميل، عصر أمس، فإن الواقعة التي شهدتها إدارة مكافحة المخدرات بالأحساء، فجر أول من أمس، تبدو نهاية مأساوية لمدمن مخدرات آلت حياته إلى الموت بيده نفسها، مسجلاً، بذلك، هروباً انتحارياً من ملاحقة أمنية بعد تورّطه في جريمة حيازة مخدرات.

وأشار العميد الجميل إلى أن المنتحر كان مطلوباً في قضيتين، على الأقل، منذ قرابة 20 يوماً، حين ضبطت دورية تابعة للمكافحة كمية من المخدرات في سيارته في عملية اشتباه روتينية، ووقتها لاذ صاحب السيارة بالفرار واستقل سيارة كانت متوقفة وهرب بها تاركاً سيارته لدى رجال المكافحة، وقد اتضح، لاحقاً، أن السيارة المسروقة كانت تابعة لإحدى الجهات الحكومية بمحافظة الأحساء.

وبين أن إدارة المخدرات اتخذت الإجراءات المتبعة وتحفظت على السيارة والمخدرات ضمن التحقيق، واتخذت تدابيرها نحو البحث عن الهارب من خلال تعميم عاجل.

وأضاف العميد الجميل، أن فجر يوم الحادثة كان في مقر الإدارة 9 مناوبين، وقد اقتحم المطلوب المقر حاملاً عبوة بنزين ومسدساً، وراح يطلق النار باتجاه رجال الأمن، وبعد سماع دوي إطلاق النار هرع جميع المناوبين وبعد مشاهدة الجاني خروج المناوبين الآخرين من أقسام الإدارة أطلق النار على نفسه.

وقال إنه بسبب تسارع سيناريو الحدث لم تتضح دوافع المجرم من حمله عبوة البنزين، وهل كان يقصد إحراق نفسه أو إشعال حريق في الإدارة، لافتاً إلى أن جميع المناوبين كانوا في حالة يقظة وتزامن ارتكاب الجريمة مع دخول وقت صلاة الفجر. وأبان العميد الجميل أن أحد المصابين، تركزت إصابته في الفخذ ويتوقع خروجه من مستشفى الملك فهد في الأحساء خلال الـ 24 ساعة المقبلة، فيما سيبقى المصاب الآخر منوماً حيث أصيب في الفخذ وأسفل البطن.