شنت المعارضة المسلحة في ليبيا هجمات خاطفة على القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي في شرق البلاد أمس وزودت خطوطها الأمامية بالأسلحة والذخيرة.
وقال مقاتلون ضمن المعارضة إن قوات القذافي أصابت صهاريج تخزين في ميناء السدر النفطي شرق ليبيا وذلك خلال قصف عنيف لمواقع في المنطقة.
وكان الثوار الليبيون انكفؤوا أمس إلى مدينة رأس لانوف النفطية إثر تعرض مواقع لهم خارج المدينة لقصف عنيف وغارات جوية، بعد أن سقطت مدينة الزاوية بيد القوات الحكومية.
تأتي هذه التطورات العسكرية فيما أرسل القذافي موفدين إلى كل من مصر ومالطا وبروكسل والبرتغال، الأمر الذي اعتبره مراقبون أوروبيون، مؤشرا خطيرا، محذرين من القيام بأي عمل قد يكون سابقا لأوانه، في إشارة إلى خطوات عسكرية ضد نظام القذافي.
وكانت إدارة الرئيـس الأمـيركـي باراك أوباما كثفت نقاشاتها حول ما ينبغي أن تفعله إزاء الأحـداث المتعاقبـة في ليبيا لتظهـر داخل الإدارة جبهة متماسكة من وزارتي الخارجية والدفاع تدعو إلى التريث وإعادة النظر في أي اقتراح لفرض منطقة للحظر الجوي تحمي المدنيين الليبيين من قصف القذافي، فيما التقى السفير الأميركي السابق في ليبيا جين كريتز عددا من معارضي القذافي في القاهرة في إطـار جـهود واشنطن لفهم المعارضة الليـبية التي لا تزال غامضـة بالنسـبة لها.
كثفت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما نقاشاتها الداخلية حول ما ينبغي أن تفعله إزاء الأحداث المتعاقبة في ليبيا لتظهر داخل الإدارة جبهة متماسكة من وزارتي الخارجية والدفاع تدعو إلى التريث وإعادة النظر في أي اقتراح لفرض منطقة للحظر الجوي تحمي المدنيين الليبيين من قصف طائرات العقيد معمر القذافي. وقال المتحدث باسم الخارجية فيليب كراولي إن فرض حظر للطيران فوق ليبيا يعد "عملا غير قانوني". فيما أوضحت الوزيرة هيلاري كلينتون أن مثل هذا الإجراء ينبغي أن يعتمد على قرار من مجلس الأمن.
وعلى نحو مواز بدأ مجلس الأمن مناقشة ما يتعين القيام به لحماية المدنيين الليبيين من أسلحة القذافي إلا أن الصين وروسيا تتحفظان على صدور أي تفويض من المجلس باستخدام القوة العسكرية لتحقيق هذا الهدف. وكان عضو الكونجرس الجمهوري عن كاليفورنيا بك ماكيون قد أشار إلى ما وصفه بتخبط إدارة أوباما تجاه الموقف في ليبيا قائلا "إنهم لا يكفون عن مناقشة الخيارات دون أن يفعلوا شيئا. لقد كان أوباما جيدا جدا في أمر واحد هو أنه لم يفعل أي شيء لإنقاذ المدنيين في ليبيا".
غير أن الضغوط للتدخل العسكري على نحو ما بدت في طريقها للتراجع تحت قوة الآراء المعاكسة التي نشرت لتحذر من احتمالات مثل هذا التدخل. فقد وقف المسؤول الكبير السابق في مجلس الأمن القومي ريتشارد هاس ضد التدخل كما أصدر مركز هدسون للدراسات ورقة قصيرة يحذر فيها من احتمالات التدخل. ووجد ذلك دعما من عشرات المسؤولين بوزارتي الدفاع والخارجية ممن تحدثوا للإعلام الأميركي دون ذكر أسمائهم. وكان الانتقاد الأساسي الذي وجه إلى تلك الآراء أن الإدارة تتحرك ببطء بالغ وأنها تعطي أولوية غير مفهومة للانطباعات السياسية التي يمكن أن يخلفها التدخل من حيث كونه علامة على أن الولايات المتحدة ترغب في السيطرة على الشرق الأوسط وأنها تحرك ما يحدث فيه في هذه المرحلة.
وقال سفير الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي إن فرض حظر للطيران لن يكون فعالا في وقف مذابح القذافي. وأشار إلى أن الحظر "غير فعال في مواجهة الطائرات المروحية ولا يؤثر في تحرك المدرعات على الأرض. إننا لا نعتقد أن عمليات القذافي الجوية كانت عاملا مؤثرا في مسار المواجهة".
وفيما تواصل واشنطن نقاشها الذي لا ينتهي حول الخيارات المتاحة أمام الإدارة فإن أغلب المحللين الأميركيين يشيرون إلى أن الموقف يتطور في اتجاه "جمود نسبي لخطوط المواجهة بين المناطق التي يسيطر عليها المعارضون للقذافي وتلك التي تسيطر عليها الكتائب الأمنية التابعة للعقيد".
وفي سياق متصل دعا محمد السنوسي وريث عرش ليبيا السابق لمنطقة حظر جوي فوق ليبيا وتوجيه ضربات لدفاعات القذافي الجوية لكنه لم يؤيد وجود قوات أجنبية على الأرض. وقال في بيان من لندن "إنني أتحدث باسم كل الليبيين عندما أطلب منطقة حظر جوي وتوجيه ضربات جوية موجهة إلى دفاعات القذافي الجوية وإن كان من الخطأ وجود قوات على الأرض كما أن شعب ليبيا لا يريد ذلك".
وفي القاهرة قال سفير سلطنة عمان ومندوبها الدائم في الجامعة العربية خليفة بن علي الحارثي أمس إن وزراء الخارجية العرب سيبحثون في اجتماعهم الطارىء بعد غد فرض حظر جوي على الأراضي الليبية، وتقديم المساعدات الإنسانية والأدوية للمواطنين الليبيين.
إلى ذلك يعقد البرلمان الأوروبي اليوم جلسة خاصة للتصويت على قرار يقضي باعتراف الاتحاد بالمجلس الوطني الانتقالي الذي شكلته المعارضة الليبية كممثل شرعي وحيد للشعب الليبي. وكان البرلمان الأوروبي قد طالب الاتحاد الأوروبي بالاعتراف بالمعارضة ودعم إقامة منطقة حظر جوي.