كرم وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية المكلف الدكتور عبدالله الجاسر الفائزين في مسابقة التأليف المسرحي بدرع تذكاري ومكافأة مالية. وكان عبدالعزيز السماعيل، سامي الجمعان، محمد العثيم قد فازوا بالجائزة في فرع نصوص الكبار وفي نصوص الطفل فاز محمد السحيمي وعلي الخبراني ومشعل الرشيد.
جاء التكريم على هامش ندوة (المسرح السعودي في المملكة: الواقع والمستقبل) نظمت أول من أمس ضمن فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب، أشرك فيها الكاتب المسرحي محمد العثيم الجمهور في طرحه لـ(الطقس المسرحي، بؤرة المسرحانية) قائلا: الناس في حاجة إلى المسرح وهم يتمسرحون تلقائيا. وقارن العثيم بين الطقس محليا وعالميا، موضحا أن: من يرى بيوتنا القديمة سيرى عليها نجمة عشتار. وإذا أردنا مسرحا فعلينا إيجاد طقسه الإنساني.
العثيم أكد على وجود خلط بين مفهومي المسرح والمسرحانية. كما قال بـأن (الطقس الحي) بمعناه الأنثروبولوجي لم يحظ بالدراسات البحثية والفكرية والاجتماعية التي يستحقها ملمحا إلى أن من يستطيعون تبني الطقس مازالوا في مشكلة لمزيد من فهم الطقوس وفعلها الإنساني في النفس موقنا بأن (الطقوس) ستبقى هي كل المسرح والعنصر الأساسي في التمثيل مؤكدا أنه لن يتخلق مسرح دون أن يوجد فيه وله طقس حي.
أما الدكتورة وطفا حمادي من لبنان فقد لفتت إلى العلاقة المفقودة بين المرأة والمسرح، مستعرضة صلة المسرح بالتراث، وآلياتها وجمهورها، وتأثير تلك الخصوصية على النص المسرحي وتساءلت: لماذا نستلهم التراث؟ وهل المسألة أنثروبولوجية أم أنها تقليدية فقط؟.
وتوصلت حمادي إلى بعض النتائج المهمة عن المسرح السعودي قائلة: هناك رؤية سواد وعتمة وهناك صراع بين الأجيال وبين التقليدي والمحدث.
فيما شرح فهد ردة الحارثي موقف المؤسسات الثقافية الرسمية والمدنية والاجتماعية السعودية من المسرح، وذكر دورالمسرح التعليمي وموقف وزارة التربية والتعليم منه ومسرح الشباب في الجامعات لافتا إلى أهمية مسرح جامعة الملك سعود في النهوض بالمسرح السعودي. ودور جمعية الثقافة والفنون وجهود المسرحيين الذاتية.
وعاب الحارثي على وزارة الثقافة والإعلام أنها لم تتبن حتى اللحظة مشروع إقامة دار عرض مسرحية متمنيا دعم جمعية الثقافة والفنون ماليا ورسميا.
واتسعت رؤية نايف البقمي لتسد الفجوة بين المثقف والمسرح منتقدة العنوان العائم للندوة (بين الواقع والمأمول) متطرقا لتاريخ المسرح المحلي، ورواده، ونمو النص المسرحي من مرحلة إلى أخرى، وتنوع مدارسه مؤكدا على أهمية الاستعجال في تحويل المسرح إلى مشروع ثقافي وطني.
البقمي أكد على ضرورة اهتمام المناهج التعليمية بالمسرح في مراحل التعليم العام والجامعي واعتباره مادة دراسية مقررة وتوفير الفرص للابتعاث ودراسة المسرح وحث المؤسسات الاجتماعية والرسمية والثقافية الأخرى على القيام بدور من الشراكة بينها وبين جمعية المسرحيين السعوديين والتضامن لإيجاد قاعات للعرض المسرحي في كل منطقة، واصفا المسرح في المملكة في الوقت الحالي بمسرح أفراد لا مسرح مؤسسات.
و انتقد البقمي أداء ممثلي المسرح الحاليين معتبرا أنه أتلف الذائقة الفنية ناعتا إياه بـ"مسرح الاستراحات" مضيفا أن الممثلين اعتمدوا فيه حسب جهودهم في انتقاء الألفاظ غير اللائقة لانتزاع ضحك الجمهور.
وأكد البقمي أن المسرح السعودي مسرح ذكوري وهو مسرح مشطور لعدم مشاركة المرأة عادا تلك الرؤى تقليلا من قيمة الأعمال المسرحية السعودية مستدركا أن المرأة السعودية استطاعت الدخول إلى المسرح من بوابة المسرح النسائي ووجدت فيه متسعا من الحرية لمناقشة قضاياها معتبرا أن المرأة السعودية أسست فرقا من خلال عروض جماهيرية كان "الحضور لها نسائيا" بالإضافة إلى إيجاد فرق مسرحية من شابات جامعات كفرقة "فيض المحبة" التي تشرف عليها الدكتورة إيمان التونسي عضو مجلس إدارة جمعية المسرحيين السعوديين والتي تقدم باللغة الإنجليزية كلاسيكيات المسرح العالمي.
ووصف البقمي العلاقة بين الجمهور والمسرح بعدم الألفة بينهما لأسباب أرجعها لما يقدم من أعمال مسرحية لاتوازي ما يريده الجمهور أو قد لا ترضي طموح المؤلف والمخرج والممثل وطاقم العمل كاملا.
وأرجع البقمي غياب المسرح في المملكة إلى تغير النهج المسرحي بين منطقة وأخرى، قائلا: أصبح للمسرح هوية مناطقية، والصراع بين المجددين والتلقيدين ذهب ضحيته الجمهور الذي ابتعد كثيرا عن المسرح بسبب هذا الصراع.