دعا مثقفون مصريون إلى إلغاء جائزة مبارك للمثقفين وعدم الاكتفاء برفع اسم الرئيس المصري السابق منها، وإنما العمل على إلغائها، وتوزيع قيمتها على وسائل عملية لتشغيل الشباب، وتقدر قيمة الجائزة بنحو 1,2 مليون جنيه، بواقع 400 ألف جنيه في كل مجال من مجالات الآداب والفنون والعلوم الاجتماعية وهي الجائزة.

وطالب المثقفون في أول اجتماع لهم بوزير الثقافة الجديد الدكتور عماد أبوغازي بأتيليه القاهرة مساء أول من أمس بضرورة تطهير وزارة الثقافة من كافة أشكال الفساد، لتمارس دورها بشكل طبيعي داخل المجتمع المصري، "الذي يعيش أجواء مرحلة ثورية على حد تعبيرهم".

ودعا أبوغازي إلى أهمية إتاحة المجال للشباب، قائلا: إن من هم في سني قد انتهى دورهم في المناصب الحكومية، وعلينا إفساح المجال لأجيال أخرى، وعدم إغلاق الطريق عليها، مشيراً إلى أن نهايته الرسمية ستكون بالمنصب الحالي الذي يشغله، وذلك بنهاية المرحلة الانتقالية للحكومة الحالية، "والتي بعد نهايتها ستكون نهاية جميع القيادات من أبناء جيلي لأعود إلى الجامعة والجمعيات الأهلية لمباشرة دوري فيها". وأضاف أبوغازي إن كل الملفات التي طلبتها الجهات الرقابية على مدى الأيام الماضية هي موضع تحقيق حاليا من جانبها، "وليس من سلطتي إدانة أو تبرئة أي شخص، على اعتبار أن ذلك قاصر على جهات التحقيق المعنية، ولكن كل ما تطلبه هذه الجهات يتم تزويدها به".

وتعهد أبو غازي بنشر ميزانية الوزارة بمصروفاتها ووارداتها على موقعها الإلكتروني المرتقب، الذي سيتم تدشينه خلال الأسبوع المقبل. لافتا إلى أن مكتبه مفتوح لأي شكوى، وأنه يمكن للمثقفين التواصل معه شخصيا عبر الموقع الإلكتروني للمجلس الأعلى للثقافة، أو من خلال صفحته على "الفيسبوك".

وقد أثارت مناقشات مستقبل المجلس الأعلى للثقافة جدلا بين المشاركين في المؤتمر، ما بين مطالب بإلغاء المجلس وأخرى تدعو إلى إعادة هيكلته بما يجعله مستقلا عن سلطة وزير الثقافة، وأن يكون أعضاؤه بالانتخاب، وأن يتحقق دوره الفعلي في مراقبة أداء الوزارة، وضخ الفعل الثقافي إلى المجتمع المصري.

وانتقد أبوغازي العرف الذي كان سائدا بشأن عضوية المجلس، والمتمثل في تمتع أعضائه بهذه العضوية مدى الحياة، "وهو ما ساهم في تغييب دور المجلس في مراقبة أداء الوزارة".

وكشف عن أن تشكيل لجان المجلس كان يتم بشكل توافقي، دون تمثيل للمدارس أو الأجيال المختلفة. لافتا إلى أن المجلس على مدى تاريخه منذ تشكيله في أوائل الثمانينات لم ينعقد سوى 43 مرة فقط، "وكان ينعقد كل عام مرة تقريبا، إلى أن شهد العام الماضي ثلاثة اجتماعات له، كانت الأولى من نوعها".