أكد الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية رفض المملكة بشكل قاطع أي تدخل في شؤونها الداخلية بأي شكل من الأشكال وأياً كان مصدره والمزايدة على حرص قيادتها على مصالح الوطن والمواطنين واحترام حقوقهم أو التعدي على الثوابت والقيم الإسلامية الحنيفة التي تستند إليها قوانين وأنظمة المملكة بما في ذلك الأنظمة التي تؤسس مبادئ المجتمع المدني والهادفة إلى حماية المجتمع والحفاظ على أمنه واستقراره وسلامته من الفرقة والفتن وهو ما نصت عليه تعاليم الشريعة الإسلامية الغراء وأكدت عليه البيانات الصادرة عن كل من هيئة كبار العلماء وسماحة مفتي عام المملكة.

وأوضح خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم (الأربعاء 2011/03/09) بمقر فرع وزارة الخارجية بمكة المكرمة: "أن هذه البيانات شددت على ضرورة لزوم مصلحة المجتمع وعلى أن الإصلاح والنصيحة لا تكون بالمظاهرات والوسائل والأساليب التي تثير الفتن وتفرق الجماعات وحرمت بموجبه المظاهرات لمخالفتها الأنظمة المعمول بها والتي ترتكز على الكتاب والسنة وأرجو أن يكون هذا الموقف واضحاً".

وفيما يتعلق بظروف تغيير النظام في مصر وتأثيره على عملية السلام أوضح الفيصل "أن هذا الشأن يقرره المصريون واهتمامهم به".

وحول موقف دول مجلس التعاون من إقرار أو المطالبة بفرض حضر جوي على ليبيا أشار إلى "أن ما نقل عن صدور بيان ختامي عن اجتماع المجلس الوزاري لوزراء الخارجية في دولة الإمارات العربية ناقش الموضوع ووجد أنه موضوع يتعلق بمسؤوليات الجامعة العربية ولذلك أجل إصدار البيان إلى يوم الخميس في الرياض ليتسنى له الاتصال حتى يعرف إذا كان هناك من إمكانية داخل المجلس الوزاري للجامعة العربية أم لا".

وأشار إلى "أنه قد تمت الموافقة على عقد اجتماع الجامعة العربية يوم السبت المقبل وبالتالي الموضوع سيكون مطروح هناك والتعاطي مع هذا الموضوع والمجلس كان غرضه هو وقف النزيف والحرص على وحدة أراضي ليبيا واستقلالها وليس له أي غرض كان وسيطرح الموضوع على مجلس الجامعة" ، مضيفاً "أن الخيارات لكيفية الوصول إلى هذا الهدف وهو حماية الليبيين ووقف نزيف الدم وهذا يقع على عاتق الجامعة العربية والمجلس الوزاري بها".

وفي رد على سؤال عما تشهده بعض الدول العربية من أحداث قال: "أعتقد أن لكل بلد خصوصية وكل بلد يختلف عن الآخر ولا يمكن أن نجمع بين كل الظروف ولا نقول إنها ظاهرة ، اثنتان وعشرون دولة عربية منها 4 أو 5 دول ليس بمستغرب أن يكون هناك تشابه في بعض الأشياء التي تحدث فيها ولكن الربط بينها يختلف جزئياً عن بعضها البعض".

وأوضح فيما يتعلق باجتماع وزراء خارجية الدول العربية "أنا ذكرت أن الهدف واضح وهو وقف نزيف الدم والحرص على وحدة ليبيا".

وفيما يتعلق بتعيين سفير المملكة في مصر أوضح سموه "أن شأن السفراء هو شأن من أسرار الخارجية".

وجواباً على سؤال يتعلق بما تشهده المنطقة وما إذا كان هذا يعود إلى تحريض من جهات أجنبية أخرى أجاب: "التدخل الخارجي واضح" .. هل هو السبب الرئيس أم لا "أعتقد أن كل بلد لها ظروفها الخاصة في هذا الإطار وهناك طبعاً من يؤمن بالمؤامرة وأن الأشياء لا تتحرك إلا بتدخل خارجي ولكن لابد أن الموضوع مزيج من العوامل وليس عاملاً واحداً".

وجواباً على سؤال عن لقائه مع المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري الأعلى في مصر ومايتعلق بمساعدة المملكة لمصر في ضوء الظروف الحالية أوضح أن "العلاقة بين المملكة ومصر علاقة وثيقة واستراتيجية وعلاقة أخوة وبالتالي ما يحدث داخليا في مصر نحن نتعامل مع أسس ومع أي إدارة يختارها الشعب المصري وسنستمر في العلاقات الوثيقة لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين ولما فيه مصلحة المنطقة والعالم العربي والإسلامي وهذا إن شاء الله سيستمر" .

وسئل عما إذا كان هناك إرهاصات مظاهرات في شرق المملكة وإن كانت هناك أجندة معينة تحاول أن تغذي هذه المسألة فقال: "إن سلطات الأمن سألت المتظاهرين .. ما الحاجز الذي يقف عائقاً بينكم وبين ما تريدونه؟ وأن تعرضوا ما تريدونه إلى قادة هذه البلاد ؟ وبيوتنا مفتوحة وبالأمس القريب رأينا خادم الحرمين الشريفين يستقبل المواطنين من المنطقة الشرقية وغيرها وقال لهم .. ماذا عندكم فأعطوه الذي لديهم في أوراق مكتوبة وعادوا إلى منازلهم مرتاحين".

وواصل الفيصل قائلا "نحن في هذا البلد (بلد مفتوح) رأس الدولة يتلقى ويلتقي مع كل مواطن لوحده ويصر على كل مسؤول يرعى شؤون المواطنين أن يكون بابهم مفتوحا وأن يتلقى ما يريد المواطن أو أي مظلمة يراها أو أي مصلحة تعود بالفائدة عليه , كما أن خادم الحرمين الشريفين حث على مسألة في غاية الأهمية وهي الحوار الوطني الذي لا يمنع أي مواطن أن يبدي رأيه في أي مشكلة من مشاكل المجتمع على أن لا يكون هناك أي تعد من أي حقوق على حقوق أخرى وأن يكون هناك عدل ومساواة بين الجميع وأفضل وسيلة للوصول إلى ما يريده المواطن هو عن طريق الحوار سواء كان في المنطقة الشرقية أو الغربية أو الجنوبية ومبدأ الحوار هو خير وسيلة للاحتكام إلى المسائل التي تعين المجتمع وهذه المعايير ستستمر الدولة في الأخذ بها".

وذكر في معرض إجابته حول سؤال عما يتردد من تدخل أصابع خارجية في شؤون المملكة الداخلية "أي أصبع يأتي للمملكة سنقطعه أما التدخل في الشؤون الداخلية للمملكة لن نقبله بتاتاً كما أننا لا نتدخل في الشؤون الداخلية لأحد نحن دولة ترتكز على الشريعة الإسلامية ولن نقبل لومة لائم في من يرون أن في هذا النظام شيء لا يريدونه".

واستطرد قائلا: "إن التغيير سيأتي عن طريق مواطني هذه البلاد وليس عن طريق نظرية الأصابع الخارجية فنحن لسنا في حاجة لها منذ أيام إبراهيم عليه السلام وهذه الأمة موجودة في هذه البلاد وتعرف مصالحها وتعرف احتياجاتها وتعرف السبيل إلى غاياتها وستستمر في المحافظة على استقلالها وحرصها على مصلحة المواطنين".

وجواباً على سؤال عما يتردد بأن إيران وراء إثارة بعض الفتن في المملكة أفاد: "بالنسبة لإيران نأمل أن تتعامل مع مظاهراتها هي .. نحن ليس لدينا مظاهرات كالموجودة في إيران, وأنا ذكرت أننا لن نقبل أي تدخل في شؤوننا الداخلية من أي طرف صغيراً كان أم كبيراً وسنستمر في هذه السياسة وبالنسبة لتسجيل حالات تدخل فأنا ذكرت أننا حين نلمسها ننهيها".

وعن الترتيبات في مجلس التعاون الخليجي حول زيادة اللحمة وتفعيل الوحدة أوضح قائلا: "أعتقد أن الاجتماع الأخير كان في غاية الأهمية في هذا الإطار, وأعتقد أن اللحمة والتضامن ووحدة الموقف والهدف عبر عنها في هذا الاجتماع أكثر من أي فترة سابقة فلا خوف على المجلس من هذه الناحية وأعتقد أنكم ستشهدون من الآن فصاعداً تحولاً جوهرياً في تضامن المجلس وتكاتفه واتفاقه على استراتيجية وسياسات موحدة".

ورد حول ما تحدثت به بعض الصحف الأجنبية عن مطالبة المجلس الوطني الانتقالي الليبي الاعتراف به من قبل المملكة وما ذكرته وكالة إخبارية إيرانية عن زيارة كانت مرتقبة للرئيس الإيراني للمملكة لكنها ألغيت بسبب الاختلاف في الآراء حول ما يجري في البحرين فأجاب "لاسمعنا عن هذه ولا عن تلك ولكن ليس غريباً على الصحافة الإيرانية إختلاق الأخبار".

وأكد "أن الجامعة العربية لها مسؤوليات محددة والدول العربية متفقة على استراتيجيات محددة في الجامعة العربية ومن هذه المسؤوليات أن المصلحة العامة للدول العربية هي الجهاز الذي يرعى هذه المصالح ويتعامل سوية مع المنظمات الدولية والأممية وبالتالي هي الشغل الشاغل للمجلس الوزاري ومؤتمر القمة الذي يعقد كل عام وإذا تم استعراض القرارات التي في مؤتمر تونس والجزائر وما يتطلبه الوضع السائد في العالم العربي من استراتيجيات وتضامن ومصداقية في التعامل بين دول المجلس فهو مؤشر حقيقي على توجه الجامعة العربية في هذا الإطار".

وحول الحديث في الصحف الأجنبية عن طلب أميركي من المملكة لتسليح أو تمويل الثوار في ليبيا أجاب "ما سمعته ولا أتخيل ذلك".

وأجاب على سؤال يتعلق بالعلاقة السعودية  الأميركية بقوله" :نحن لا نتدخل في الشؤون الأميركية الداخلية ونحن حريصون على العلاقات الأميركية السعودية".