كثفت قوات العقيد الليبي معمر القذافي عملياتها العسكرية على مدن مصراته ورأس لانوف، غرب طرابلس في محاولة لاستعادة السيطرة عليهما بعد نجاحها في طرد الثوار من مدينة بن جواد أول من أمس. وأكد المسؤول في القيادة العسكرية في مصراته الطيارالسابق في الجيش الليبي، صلاح بادي أن هناك كتائب تابعة للقذافي ومنها كتيبة الساعدي وكتيبة حمزة تحاصر مصراته، وتقوم بعمليات كر وفر بين الحين والآخر. وأضاف بادي الذي انضم للثوار"في آخر هجوم لهذه الكتائب أول من أمس كانت حصيلة الضحايا 24 قتيلا و91 مصابا". وأشار إلى أسر ثلاثة من مقاتلي القذافي وهم ليبيون من منطقة تورغاء معروفون ببشرتهم السوداء حيث يظن البعض أنهم من المرتزقة، لافتا إلى أنه لم يكن هناك قصف بالطائرات لمدينة مصراته ولكن هناك طائرات استطلاع فقط. وأوضح أن العديد من العسكريين قاموا بتسليم أنفسهم للثوار وانضموا لصفوفهم.

من جانبه قال سائق إسعاف بين البريقه ورأس لانوف اسمه طلال عثمان "حدثت خيانة في صفوف الثوار"، مشيرا إلى أن الهجوم على بن جواد ، خلف سبعة قتلي و65 جريحا كلهم من الثوار. وذكر أن قوات القذافي استخدمت أهالي القرية كدروع بشرية، فيما يسيطر الثوار على رأس لانوف والبريقه سيطرة كاملة.

وكانت غارة جوية استهدفت ميناء رأس لانوف النفطي شرق ليبيا أمس، رد عليها الثوار بالمضادات الأرضية . وقال شهود عيان إنهم شاهدوا انفجارا أعقبته سحابة من الدخان على بعد نحو كيلومترين شرق رأس لانوف، في الصحراء. وعلى الأثر أطلقت ست قطع مدفعية منصوبة في مركز مراقبة قذائفها باتجاه السماء في حين أخذ الثوار يقفزون ويغنون. وكان سكان المدينة قد بدأوا مغادرتها أمس خوفا من هجمات لقوات القذافي، متوجهين شرقا إلى البريقة التي يسيطر عليها الثوار منذ الأسبوع الماضي.

من جهة أخرى، اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوج راسموسين أمس الهجمات ضد المدنيين في ليبيا، جرائم ضد الإنسانية، مؤكدا أن الحلف والأمم المتحدة لا يمكن أن يقفا مكتوفي الأيدي إذا استمرت. وأضاف "إذا واصل القذافي وعسكريوه مهاجمة السكان الليبيين بطريقة ممنهجة فإنني لا أتصور أن الأسرة الدولية والأمم المتحدة ستقفان مكتوفتي الأيدي"، مشددا على أن "الحلف الأطلسي لا ينوي التدخل" بدون تفويض من الأمم المتحدة.

كما قال دبلوماسيون أمس إن من المنتظر أن توسع دول الاتحاد الأوروبي نطاق العقوبات المفروضة على ليبيا لتشمل المؤسسة الليبية للاستثمار، التي تعتبر صندوق الثروة السيادية بقيمة 70 مليار دولار وتمتلك حصة في نادي يوفنتوس الإيطالي لكرة القدم إلى جانب استثمارات أخرى في أوروبا.

في المقابل، اتهم القذافي فرنسا بـ "التدخل في الشؤون الليبية"، كما اتهم مجددا تنظيم القاعدة بالوقوف خلف أعمال العنف في البلاد، وذلك في مقابلة مع قناة "فرانس 24" بثتها أمس. وحول إعلان فرنسا دعمها للمجلس الوطني الليبي قال "هذا أمر مضحك، هذا تدخل في الشؤون الليبية"، مضيفا أن الموقف الفرنسي "يعني التدخل في كورسيكا وسردينيا وبادانيا في إيطاليا وأن نعترف بها".

وكرر القذافي اتهامه للقاعدة بالوقوف خلف الاضطرابات في ليبيا وقال إن "قاعدة بن لادن عندها خطة وهناك خلايا نائمة في ليبيا. ومجموعات صغيرة مسلحة من القاعدة تقتلنا". وأكد "في النهاية أنها مواجهة مع القاعدة، مع الإرهاب الدولي" متسائلا عن الموقف الغربي.وقال "نحن متحدون في محاربة الإرهاب الدولي، كيف يحاربوننا حين نحارب الإرهاب الدولي؟". كما أكد أن "الذين يحملون السلاح الآن في بنغازي هم من القاعدة ولا مطالب لهم اقتصادية وسياسية. ولاعلاقة لهم بما يجري في بنغازي، إنه تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي". وبعدما اتهم الثوار بأنهم "يركبون موجة الإرهابيين" قال "إنهم يتكلمون والمسدس في رأسهم" محذرا من أنه "إذا انتصرت القاعدة، فهي لا تؤمن بالديموقراطية". واتهم القذافي أيضا "قنوات متآمرة" بـ "قلب الحقائق رأسا على عقب عمدا" مؤكدا أن "الصورة كاذبة".

وتحدث القذافي أيضا عن موقف الاتحاد الأفريقي المؤيد له، وعرض الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز القيام بوساطة بين نظامه والثوار، والذي رفضه، مشيرا إلى أن الوضع بين نظامه والثوارلا يستدعي وساطة.

ولكن المجلس الوطني الانتقالي الليبي الذي يقود الثوارأكد أمس أنه ليس هناك مجال لحوار موسع مع حكومة القذافي وأن أية محادثات يجب أن تكون على أساس تنحي القذافي. وأوضح المجلس موقفه بعد أن أذاع التلفزيون الحكومي كلمة تدعو لإجراء حوار، ألقاها جاد الله عزوز الطلحي رئيس الوزراء الليبي في الثمانينات.