يبدو أن رئيس الاتحاد الدولي (فيفا) السويسري جوزيف بلاترفيه (عرق عربي) حيث يصر الرجل على التمسك بمنصبه والتشبث بكرسيه بالرغم من كل (التخبيصات) التي تصدر منه وعلامات الاستفهام التي تثار حوله.. بل وبالرغم من مطالبات البعض له بالرحيل.
منذ عام 1998 وحتى الآن ما زال بلاتر في منصبه، ويريد أن يظل فيه حتى عام 2015 إن صدق، ويبدو أن (فيفا) تحتاج إلى (ثورة) تجدد ربيعها وقد انطلقت شرارتها فعلياً بعد أن تعالت الأصوات خلال الأيام الماضية مطالبةً رئيس الاتحاد الدولي بالتنحي والاستقالة حيث كان وزير الرياضة البريطاني (هيو روبرتسون) أول من دعا بلاتر إلى الاستقالة من منصبه في أعقاب تصريحاته المثيرة للجدل.
وتعود القصة عندما صرح بلاتر قبل أسبوع (مستهيناً) بموضوع العنصرية وداعياً اللاعبين إلى تقبلها بصدرٍ رحب..! قائلاً (إنه يتعين على اللاعبين الذين يتعرضون لإهانات عنصرية خلال المباريات قبولها على أنها جزء من الاستفزاز في أرض الملعب وأن يصافحوا منافسيهم في نهاية المباراة).
هذا التصريح فتح نيران النقد على السويسري الذي خانته خبرته حيث وصل الأمر إلى مطالبته علانيةً بالاستقالة مما جعله يعلن بعدها بيومين تراجعه واعتذاره عما قاله وندمه عليه حيث قال في حديثٍ له مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" (يؤلمني الأمر ولا يزال لأني لم أكن أتصور ردة فعل مماثلة)، وأقر أنه استخدم (كلمات غير ملائمة) وأنه يأسف عليها عميقاً.
أما عن الاستقالة فقد قال (لا يمكن أن أستقيل. لماذا أقوم بذلك)؟! وهذا السؤال الأخير بالتحديد أضحكني طويلاً لأنني قد سمعته خلال عام 2011 كثيراً.
هو أخطأ.. وهو اعتذر أيضاً.. ولكن المجتمع الرياضي الدولي (ملَّ) كثيراً ويريد التغيير ولهذا فإن اعتذاره لن يكون ذا بال، فقد بدأت في أوروبا وخصوصاً في إنجلترا حملة إعلامية ضخمة من أجل الإطاحة بالرجل، حيث دشّنت صحيفة (الصن) الإنجليزية ذائعة الصيت، حملة إعلامية ضخمة ضده وأقرّت الصحيفة أن هدفها هو الإطاحة بـ(بلاتر) من رئاسة الفيفا، وقد تصدّرت واجهة الصحيفة صورة كبيرة له مع مقال افتتاحي بعنوان صريح يدعو قراء الصحيفة الذين يزيد عددهم على ثمانية ملايين شخص للمشاركة في الحملة للإطاحة بـ(المهرج بلاتر)، وفق ما وصفته الصحيفة.
وقالت الصحيفة في المقال إن كل محب لكرة القدم مدعو للمشاركة في هذه الحملة، من أجل الخلاص من الرجل الذي أفسد الفيفا وأكمل هفواته الكثيرة بتصريحاته الأخيرة التي كانت صادمة بالنسبة للجميع، خصوصاً مع انتشار آفة العنصرية بشكل متسارع في ملاعب العالم.
هذه الدعوة من الصحافة الإنجليزية لهذا الأمر ربما تجد صداها وخصوصاً في كثير من دول قارة آسيا التي فقدت رئيس اتحادها القطري (محمد بن همام) بسبب ما قيل إنه مؤامرة من (بلاتر) نفسه على خلفية ترشيح الأول لنفسه في الانتخابات.
عن نفسي: أتمنى أن يرحل هذا السويسري من منصبه عاجلاً وأن يتسلم قيادة الفيفا رئيس الاتحاد الأوروبي (ميشيل بلاتيني) باعتباره عارفاً ببواطن كرة القدم كنجم سابق.. مع وجوب تحديد فترتين رئاسيتين كحد أعلى لأي رئيس يتسلم الفيفا مستقبلاً.