ما بين احتفالية فيرجسون بـ25 عاماً على توليه تدريب مانشستر يونايتد، واحتفالية مورينيو بتحطيمه رقمه القياسي الشخصي لعدد مرات الفوز المتتالية، تتباين الفلسفة، ويستحق الأمر التأمل.
يفوز اليونايتد على سوانسي سيتي بهدف يتيم، لكن المدرب الكبير لا يخرج ليندب الحظ على فوز هزيل، بل يرى الأمور بمنظار الإيجابية، ويعلن أن عدم تلقي مرماه أي هدف، يبقى جزءا من الفوز، ويكشف عن أن المدافعين كانوا في أحسن حالات التركيز.
ولا يكتفي فيرجسون بالحديث فقط عن غياب الأهداف، بل يرى الأمر بتفاؤل أكثر، فيؤكد أن المنافس لم يحقق سوى فرصة وحيدة حقيقية، معتزاً بأداء مدافعيه الجيد، وإغلاقهم للمساحات.
في المقابل حقق مورينيو الانتصار الحادي عشر على التوالي مع ريال مدريد، لكن اللافت أن واحداً منها انتهى بالفوز بهدف وحيد، وآخر بهدفين، فيما بقية الانتصارات وصلت الفوارق فيها على الأقل لثلاثة أهداف، وبلغ أقصاها فارق الستة أهداف، ما أوصل رصيد الفريق إلى 40 هدفاً في 16 مباراة خاضها أخيراً، وهو ما يؤكد أن الانتصار ليس مجرد حدث عابر، بل هناك منهجية يعمل عليها المدرب مطلقاً عقال لاعبيه على الصعيد الهجومي.
وما بين نزعة هجومية ضاربة يقودها مورينيو، وفرح بالنجاح الدفاعي الذي يعلنه فيرجوسون، نتساءل عن الآليات التي يفكر فيها بعض من يمارسون النقد في كرتنا، وهل يرون الأمور بهذه الرؤية الواسعة في العملية التقييمية، أم يكتفون فقط بالاحتفال بالفوز، واستلال السيوف عند الخسارة، وكأن الفوز يلغي كل العيوب، والخسارة تنسف كل الإيجابيات.
أتمنى لو نتعلم كيف يتم النظر للأمور بعين واسعة، دون مواقف مسبقة، ودون انتهاز للخسارة، أو سير مع الركب في الانتصار.