بدأت الحكومة السودانية والحركة الشعبية التي تسيطر على جنوب السودان سلسلة اجتماعات متواصلة للوقوف على التجاوزات التي حدثت بمنطقة أبيي وبحث خروقات الجانبين. ودعا المجتمعون إلى الالتزام بضبط النفس ولفتوا النظر إلى إدخال بعض قوات الشرطة من جنوب السودان إلى المنطقة بدون اتفاق مسبق.

وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود أن بلدة أبيي باتت شبه فارغة بعدما فر منها عشرات الآلاف، إثر معارك دموية اندلعت في المنطقة المتنازع عليها بين شمال السودان وجنوبه، ووصفت المدينة بأنها مدينة أشباح.

ودانت منظمات المجتمع المدني السودانية المعارك واعتبرتها خرقاً لبروتوكول أبيي في اتفاقية السلام. وطالب ناشطون قوات الأمم المتحدة "يونميس" بإعادة النظر في تفويضها لتقوم بدور الحماية والرقابة معاً. كما دعوا إلى إنشاء منطقة عازلة بين الشمال والجنوب بأبيي تحت رقابة دولية، محذرين من أن استمرار الأحداث الحالية من شأنه أن يقلِّل من فرص إنشاء علاقات جيدة بين الدولتين في الشمال والجنوب عقب إعلان الدولة الجديدة في جنوب السودان.

وكان مجلس الأمن الدولي قد اجتمع الخميس الماضي لبحث الوضع، وأكد أعضاؤه ضرورة التوصل إلى اتفاق سياسي بشكل ملح حول مستقبل أبيي، وأبدى المجلس قلقه من تصاعد التوتر في أبيي. ومن جهتها أعلنت الأمم المتحدة عن إرسال سرية لدعم قوتها هناك، قوامها 100 جندي.

إلى ذلك رحبت وزارة الخارجية السودانية بتصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي أدلت بها في جلسة استماع بمجلس الشيوخ بشأن حرص بلادها على تقديم مساعدات للشمال والجنوب لتعزيز الاستقرار في السودان. وقال وزير الخارجية علي كرتي إن هذه التصريحات تعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح، مطالباً الإدارة الأميركية بإكمال الخطوات التي بدأتها لمراجعة ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.