الأمر يتجاوز صورة امرأة في ثوب الفرح تقلّب جهاز البلاك بيري.. ويتجاوز مقطعا لامرأة في إحدى المجمعات التجارية تسقط في أحد النوافير بسبب انشغالها بذات الجهاز.. ويتجاوز هؤلاء المطأطئين، الذين تشاهدهم في المناسبات العامة، كأن على رؤوسهم الطير! الأمر تجاوز ذلك كله إلى وقوع حوادث قاتلة ومميتة وخطرة بسبب الإدمان على استخدام هاتف البلاك بيري والاستخدام الخاطئ له. في السابق حينما تنقلب سيارة لسبب مجهول ويموت صاحبها، يتم تعليق التهمة على سلطان النوم: "مؤكد أن النوم غلبه، وانقلبت به سيارته".. اليوم ـ والله وحده يعلم السر ـ أعتقد أن ثمة حوادث قضى فيها أناس، كانت بسبب استخدام البلاك بيري.

الشهر الماضي توفي أحد لاعبي المنتخب الإماراتي بسبب استخدامه للبلاك بيري أثناء القيادة ـ رحمه الله ـ وفي نفس الفترة تقريباً ذكرت شرطة دبي أن الإمارة شهدت انخفاضاً في حوادث المرور بنسبة 20 % بسبب عطل البلاك بيري.. وفي بلادنا سمعت عن وقوع أكثر من حادث مروري ـ باعتراف أصحابها ـ بسبب استخدام هاتف البلاك بيري أثناء القيادة.. وهناك كثير من الأرصفة وعيون القطط، التي لو نطقت لروت لنا الكثير!

مشكلة هاتف البلاك بيري أنه معشوق غالبية الفئات العمرية، تحديدا الشباب.

نادرا أن تجد اليوم شاباً لا يحمل في جيبه هذا الجهاز وهو ـ دون شك ـ جهاز ذو فائدة كبيرة، لكنه باستخدامه الحالي أصبح يشكل خطرا على السلامة العامة. اللافت هنا أن كثيرا من حملات المقاطعة الشعبية انطلقت من هذا الجهاز، ولكن لم تخرج حملة واحدة مناهضة لاستخدامه في غير مكانه وزمانه!

الخلاصة: لا بد من حملة توعية تخرج من بطن هذا الجهاز تستهدف مستخدميه.. "وداوها بالتي كانت هي الداء"!