في الوقت الذي حظيت فيه مبادرة الكاتبة سالمة الموشى بتوزيع كتابها "أيها النقصان من رآك.. نساء تحت العرش" مجانا في المعرض بالاستحسان، انتقد مثقفون ما اعتبروه تجاهل معرض الكتاب سنويا لأية مبادرات أو حملات تعتني أو تهتم بالقراءة وتشجع عليها، ذاهبين إلى أن أي مشهد ثقافي عربي أو عالمي لا يكاد يخلو من وجود هذه المبادرات، وخاصة في ظل وجود مؤسسات ثقافية يفترض أن تعنى بهذا الأمر كالأندية الأدبية والجمعيات المنتمية لوزارة الثقافة أو الجامعات السعودية والتي يكاد يكون دورها معدوما في هذا المجال على حد قول الكاتب شتيوي الغيثي الذي أكد لـ "الوطن" أنه لم يشاهد في جولته داخل المعرض أي دار سعودية أو غيرها حاولت استغلال فترة المعرض في التشجيع على القراءة. ويضيف الغيثي: حتى المؤسسات الرسمية التي تعتبر مؤسسات غير ربحية واقعة في أسر ذهنية البيع، فجميع الأندية الأدبية دون استثناء لم توزع أي كتاب مجانا، وكان من الممكن أن تقدم العديد من هذه الجهات مشروعا للتشجيع على القراءة عن طريق تخفيض حقيقي للكتاب أو عن طريق توزيع الكتب المجانية، والأمر الوحيد الذي كان لافتا هو موقف الكاتبة سالمة الموشي التي وزعت كتابها مجانا وتم الإعلان عن ذلك، وكانت صورة جميلة للمثقفة الحقيقية التي تمارس دورا خدميا للثقافة والمعرفة. ويرى عدد من المثقفين التقتهم "الوطن" أن تواجد مثل هذه الحملات الوطنية لا بد أن يكون مستمرا طوال العام، وأن تتزامن انطلاقته مع المعرض، لكن يجب أن تكون مرتبطة بوزارة التربية والتعليم وملزمة من المجالس البلدية بحيث تتم توأمة هذه المشاريع الوطنية بين عدة وزارات، ويكون للمشروع فترة زمنية طويلة تهدف إلى زيادة الوعي بالقراءة وفتح المجال لإنشاء مكتبات مدرسية داخل الأحياء السكنية.