لأن شكل العيون من أهم ما يميز العرق الأصفر، فقد اتجهت مجموعة من الصينيات ممن يقمن في الولايات المتحدة إلى إجراء عمليات تجميل لعيونهن وتكبيرها، وتعديل ميلها كي يظهرن كالأميركيات، وهذا هو السبب الوحيد الذي ظهر في برنامج The Doctors "الأطباء" على قناة mbc4، وربما هناك أسباب غير معلنة مثل شعور الفتيات بنظرة دونية من قبل المجتمع الأميركي الذي يعشن فيه، فقررن التخلص مما يشير إلى انتمائهن العرقي فتبتعد النظرة الدونية عنهن. أو أن الغرب عامة كرّس فكرة الجمال بملامح المنتمين إلى أوروبا وأميركا الشمالية من خلال مسابقات محلية وعالمية، وبعد التكريس صار يوزع الفوز بمسابقات الجمال على القارات الأخرى، فصارت مواصفات العيون الجميلة غربية بامتياز، ولذلك أحبت الصينيات أن يكنّ كالغربيات.
ولأن الشيء بالشيء يذكر، نعود إلى "النجمات" العربيات اللواتي اتجهن إلى عمليات التجميل بحثا عن تحسين "خلقة" كل واحدة منهن.. وبدأ غزو السيليكون لحسناوات العرب فهذه نفخت خدها وتلك صدرها.. وصارت الأجساد تئن من انتفاخاتٍ تكاد لم تترك مكانا بارزا إلا وطالته.. وفي المحصلة صارت عمليات التجميل ظاهرة متفشية في الوسط الفني. وبعضهن أجريت لهن أكثر من عملية تجميل مثل نجوى كرم ونانسي عجرم وأصالة نصري وشيرين وغيرهن.. لأن العمليات السابقة لم تحقق المطلوب أو من باب تغيير "اللوك".. ويا لهذا "اللوك" الذي أتعب شباب الأمة وشاباتها، فصرنا نسمع عن صرعات جديدة تتمثل في الذين يذهبون إلى عيادات التجميل ليخرجوا بملامح تشبه الفنان "فلان" أو الفنانة "علانة".. مع أهمية وجود "اللوك" المماثل لدى النسخة الخارجة من عيادة التجميل.
لا أعرف إن كان هذا التهافت على تجميل الوجه والجسد حالة عالمية، أو أنه حالة خاصة بنا نحن العرب وبمن يقترب في تفكيره منا في القارات الأخرى. لكن أن تبلغ المسألة حدّ تغيير صينيات لعيونهن كي يظهرن كالأميركيات فتلك مصيبة، أو أن يغير شباب وشابات العرب ملامحهم ليشبهوا الفنانين من "قدواتهم" فالمصيبة أكبر، ما يعني أن الخلل الذي ساهم فيه الإعلام المرئي بقوة يكبر أكثر وأكثر.. أما عيادات التجميل فيأتيها الرزق من حيث لا تدري.