تفاعل أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل مع خبر فتاة "غليل" الذي انفردت "الوطن" بنشره أمس , ووجه بتشكيل لجنة عاجلة لبحث حالتها.

وأوضح مدير عام الشؤون الاجتماعية بمكة المكرمة عبد الله آل طاوي في تصريح إلى "الوطن" أن أمير المنطقة اهتم شخصيا بقصة الوالدين المقعدين وابنتهما "وفاء" وأمر بتشكيل لجنة لبحث حالتها، وبالرغم من إجازة الشؤون الاجتماعية فقد شكلت لجنة للنظر في كيفيه مساعده الفتاة ووالديها.

وكانت "الوطن" قد نشرت قصة الفتاة وفاء المولد التي حاولت الانتحار مرتين لما تعانيه من قسوة الحياة وعجزها عن توفير العلاج لها ولوالديها المقعدين، بعد أن حاصرتها الديون وعجزت عن سداد إيجار السكن لمدة عام وحرمانها ووالديها من العلاج نتيجة نزع الجنسية عن والدها قبل 25 عاماً. وقد حظيت قصة وفاء بتفاعل واسع عبر موقع "الوطن أون لاين" من حيث تزايد أعداد القراء والتعليق على الموضوع.

وأكدت وفاء المولد تلقيها اتصالا من مكتب مدير الشؤون الاجتماعية لمنطقة مكة المكرمة وأبدت ارتياحا لاهتمام أمير المنطقة الأمير خالد الفيصل بوضع أسرتها وسرعة توجيهه بتشكيل لجنة من الشؤون لبحث حالتها . وأشارت المولد في اتصال هاتفي مع "الوطن" أنها خشيت أن تأتي على ذكر محاولات متعددة للطرد خارج المملكة " إلى اليمن " و تعرضها ووالديها أكثر من مرة للتوقيف وللترحيل حيث كانت في كل مرة تقبض عليها الجهات الأمنية تستغيث بإمام مسجد الحي كي يعرف عليها ويفرج عنها ويوقع لدى الجهات الأمنية شهادته بأنها سعودية ووالديها سعوديان . وكشفت "فتاة غليل" التي تعول والديها المقعدين عن رفض الجمعيات الخيرية التفاعل مع مشكلتها . وقالت إنها قدمت عدة طلبات للتوظيف " كعاملة نظافة لدورات "المياه " في المراكز التجارية والفنادق وكان طلبها يقابل بالرفض دوماً لعدم حملها هوية سعودية وكانت تبرز في كل محاولة للحصول على عمل "شهادة" ميلاد موثقة بها اسم الأبوين " سعوديين " . وأشارت إلى أنها عملت مربية أطفال لدى إحدى الأسر السعودية التي تسكن شمال جدة واضطرت لترك عملها بسبب طول مدة العمل التي قد تبلغ 10 ساعات خشيه ترك والديها دون عون . وذكرت المولد أنها كانت تتسول في بعض الأيام على مكاتب رجال الأعمال وأنها تعرضت للتحرش كثيرا من أصحاب النفوس الضعيفة ، وحفاظا على شرفها كانت تبيت ليالي طويلة دون أن تتناول لقمة واحدة . ولم يكن يؤنسها في وحدتها مع والديها إلا كتاب الله وشعورها أن الله سيقف معها وستسترد هويتها السعودية وتعيش مثل فتيات جيلها . وقالت المولد في شق معاناتها مع الأحوال أن المسؤول عن الأحوال طردها أكثر مرة ونهرها حتى أغشي عليها أمام مكتبه وهذا أدى لتنويمها بأحد المستشفيات بعد إصابتها بارتفاع نسبة السكر في الدم وطالبت الفتاة التي تحمل الشهادة الثانوية بتقدير "جيد" باسترجاع هويتها السعودية والحصول على غرفة واحدة تؤويها مع والديها وفرصه للعمل الشريف في أي مكان محترم تستطيع من خلاله إعالة والديها .