كشف النائب السابق لمساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط في إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، سكوت كاربنتر عن تباين كبير في المواقف بين البيت الأبيض ووزارة الخارجية حول الاستراتيجية التي ينبغي على الولايات المتحدة تبنيها إزاء الأحداث المتسارعة والمتتابعة في الشرق الأوسط.

وقال كاربنتر في تصريحات خاصة "هناك حذر في تحليلات كل من وزارة الخارجية ووزارة الدفاع لحقيقة ما يحدث في الشرق الأوسط. وفي المقابل فإن البيت الأبيض يرى ضرورة دعم المعارضة وتشجيعها. والقيادات في الوزارتين غير متحمسة لما يحدث ولا يمكنها وضع حسابات دقيقة لما يمكن أن يسفر عنه كل ذلك".

وتابع "ربما تتطور الأمور على نحو سيئ يؤدي إلى عجز الإدارة عن استباق ما يحدث. فالرئيس باراك أوباما منشغل للغاية بالتعامل مع قضايا الميزانية الفيدرالية والتعامل مع الكونجرس فضلا عن الإعداد للحملة الانتخابية المقبلة. ويعني ذلك أنه غير قادر على متابعة الحوار الذي يدور عن كثب. ويشعر المسؤولون في الخارجية والدفاع بأن موقف الرئيس يختلف عن مواقفهم ولذا فإن هناك حالة عامة من فقدان المبادرة, لا يريد أحد أن يدفع بسياسة تختلف عن سياسة الرئيس".

وكانت أغلبية آراء المشاركين في الحوار داخل الإدارة الأميركية أقرت أن الاضطرابات الحالية ستؤدي إلى واقع جديد تعلو فيه أصوات المنظمات الدينية العاملة بالسياسة في عملية اتخاذ القرار بعدد من دول المنطقة. ويرى البيت الأبيض طبقا لكاربنتر أنه لا مشكلة في ذلك طالما أن المحصلة النهائية لن تؤدي إلى الإضرار بالاستقرار في الشرق الأوسط أو بعلاقات الولايات المتحدة مع المنطقة".

بيد أن عددا من الدبلوماسيين والعسكريين يرون أن عمليات التحول قد تؤدي إلى حدوث فارق كبير بين ما تدعو إليه تلك المنظمات وما يمكن أن تؤول إليه الأمور بعد فترة زمنية قصيرة. وقال كاربنتر "إنهم (أي معارضي الإدارة داخل الإدارة) يرون أن هناك مخاطر حقيقية قد تظهر بعد سنوات وأن سيطرة الأحزاب الدينية بالكامل على تلك المجتمعات قد تحدث في وقت لاحق على نحو يغير من واقع المنطقة بصورة جذرية".