أقترح على المجتمع المسلم إقامة يوم عالمي للابتسامة - على غرار اليوم العالمي للشجرة ومحوالأمية والمرور- من أجل إشاعة الابتسامة بيننا بصفتنا مسلمين، حتى تتأصل فينا، وتصبح جزءاً من سلوكنا اليومي، خاصة أن ديننا الإسلامي السمح قد دعانا إلى ممارستها منذ أكثر من ألف عام، في الوقت الذي نجد فيه شعوباً أخرى تمارس الابتسامة كسلوك حضاري دون الحاجة إلى يوم عالمي يدعوهم إليها، فهم يمارسونها يومياً (مع المراجعين لدوائرهم الحكومية، والمسافرين على طيرانهم لا طيراننا، أو حتى المارة في الطريق).

الابتسامة لا تحتاج منا إلى إتقان لغات العالم لنتمكن من التواصل معه، فهي بذاتها لغة عالمية يفهمها كل البشرعدا قلة منهم، وأخشى أن تكون هذه القلة هم المسلمين أصحاب الدعوة إليها.

أعلم أنكم لستم بحاجة لأن أكتب لكم الأحاديث الشريفة التي تحث على التبسم، ومقابلة الناس بوجه طلق، فأنتم تعرفونها وتحفظونها خيراً مني، لكننا نحتاج إلى الكتابة عن الأسباب التي تعيق تطبيق ما تعلمناه وحفظناه في مدارسنا عن هذه اللغة العالمية التي تضفي على تعاملنا قدراً من الجمال الإنساني!

هل نحن لم نترب عليها في بيوتنا.. في مراحل طفولتنا لتتأصل فينا كثقافة دينية قبل دخولنا المدرسة، أم أننا حفظناها عن ظهر قلب في مدارسنا من أجل النجاح فيها على صفحات الورق، لا من أجل النجاح فيها على صفحات الحياة؟!

الدين الإسلامي بمجمله لغة عالمية في الأخلاق، والحديث في هذا الموضوع تطول شجونه، في الوقت الذي تُعد فيه الابتسامة واحدة من أيسر الخلق الإسلامي تطبيقاً.

لكن الذي أريد أن أنتهي إليه، هو: أننا إنْ أغفلنا الابتسامة، أو أسقطناها من سلوكنا، أو رأينا أنها ليست ضمن واجباتنا المكلفين بها، فإنه لا يمكن إغفالها أوإسقاطها كواجب على كل مسؤول يعمل في القطاع الصحي، من أطباءَ وممرضين وفنيين وإداريين أن يقوموا بها تجاه المريض.