اعتبر وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة أن جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة تمثل إحدى الآليات والوسائل لفتح أبواب الحوار والتواصل المعرفي والثقافي بين الحضارة العربية الإسلامية والحضارات الأخرى في إطار قناعة راسخة في توجهات القيادة السعودية الرشيدة بأهمية هذا الحوار والانفتاح على الآخر والالتقاء حول القيم الإنسانية المشتركة، وإغلاق الباب أمام دعاوى الصراع أو الصدام الحضاري, والذي يثبت التاريخ زيفها وبطلانها فالحضارة الإنسانية هي نتاج جهد مشترك لكل الأمم والشعوب ولا يمكن أن تزدهر وتثمر دون تواصل فاعل, واحترام متبادل والشواهد على ذلك كثيرة.

وأشار خوجة إلى أن الترجمة كانت هي الطريق الذي أفادت عبره الحضارة الغربية المعاصرة من الحضارة الإسلامية, بشهادة المنصفين في الغرب والشرق, وأن تنشيط حركة الترجمة, يظل ضرورة لتعظيم استفادة الأسرة الإنسانية من كل نتاج علمي أو فكري أو إبداعي لأبناء الثقافات المختلفة, مؤكداً أن تنوع مجالات الجائزة في العلوم الطبيعية والإنسانية يحقق هذا الهدف, ويؤسس لمعرفة رصينة بالخصائص الثقافية والحضارية للدول والشعوب, وهذه المعرفة ضرورة لحوار بناء هادف بعيداً عن دعاوى الهيمنة, أو محاولة فرض ثقافة بعينها على الثقافات الأخرى.

وتابع خوجة: نحن على ثقة من أن اقتران الجائزة باسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز, رسخ الصفة العالمية لهذا المشروع الثقافي والعلمي الكبير لما يحظى به - حفظه الله - من مكانة رفيعة على الصعيد الدولي واحترام العالم أجمع لسياساته الحكيمة, وجهوده التي يصعب حصرها لخدمة الإنسانية.

وعبر خوجة عن ثقته في إسهام الأعمال الفائزة بجائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة في إثراء المكتبة العربية في مجالات العلوم الحديثة التي لا غنى عنها لتحقيق التنمية, ونافذة للتعريف بإسهامات حضارتنا العربية والإسلامية, وما تزخر به من نتاج ثري في كثير من المجالات، حسب قوله. وأعرب خوجة عن سعادته بنجاح الجائزة في استقطاب كبريات المؤسسات الثقافية والعلمية, وحرصها على ترشيح أرقى الأعمال المترجمة في مجالات العلوم الإنسانية والتطبيقية للتنافس عليها, مؤكداً أن هذا النجاح يجسد تقدير المجتمع الدولي لمبادرات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين الحضارات من أجل إرساء قيم السلام والتعايش بين الدول والشعوب.