آه يا وطن.. قتلونا .. عيب يا لاعبينا.. عيب يا إدارة المنتخبات.
صورة حزينة أنقلها بقلمي من مدرجات استاد الملك فهد بالرياض حيث تأخرت آمالنا عن التأهل للمرحلة الثانية من تصفيات كأس العالم إلى نهاية لقاء منتخبنا مع أستراليا.
الصورة الحزينة عندما شاهدت الحشد الكبير من الجماهير يساندون المنتخب وقد وضحت عروق حناجرهم وعرقهم يتصبب كأنهم يلعبون المباراة، تصفيق وجهد كبير حتى خرج بعضهم منهكا محبطا وكأنهم خرجوا من معركة مددوا أرجلهم بعد تعب شديد ورموا بكل ما في أيديهم، مشاهد محزنة صغار وكبار مغمى عليهم ووجوه أعياها التعب والحسرة والندم على ما حدث لبلادهم.
من كل المناطق جاؤوا وامتلأ استاد الملك فهد بصورة الجماهير التي زينت هذا الاستاد الدولي بأجمل ما في الاستاد تلك الليلة الحزينة.
عيب على اللاعبين! وعيب على إدارة المنتخب.
عيب على اللاعبين فأحد عشر (أسداً ميتاً) قتلونا لم يقدموا المستوى المنتظر منهم لم يجهدوا أنفسهم ويقدموا نصف ما قدموا لأنديتهم.
لاعبون تغنوا بالفوز والتأهل عبر وسائل الإعلام وقدموا مستوى هزيلا لا يتوافق مع إمكانيات ومكانة المملكة العربية السعودية, بعض اللاعبين يجب أن يعترفوا ويصارحوا مدربهم وإدارة المنتخبات أن مستواهم لا يؤهلهم لشرف ارتداء الشعار حتى وإن أصر عليهم مدرب جديد لا يعرف إمكانيات لاعبيه.
لاعبون لا يفرقون أنهم يلعبون لأندية أم للمنتخب، بعض اللاعبين نجوم صنعهم الإعلام وتصدرت صورهم الصحف الرياضية والملاحق الرياضية ووضعت الأناشيد والأغاني على أهدافهم، نعم إنهم نجوم الورق والقنوات الفضائية وهؤلاء قتلوا جماهيرنا الوفية.
وعلى اللاعبين مسؤولية تصحيح ما فعلوه وإلا فلكل حادث حديث "أيتها الأسود الميتة".
عيب على إدارة المنتخبات السعودية، لماذا لم تقدموا للمدرب أشرطة الفيديو عن اللاعبين الأساسين في البطولات السابقة بدلا من تركه يضيع ويختار نجوم التمارين.. أين الخبراء الفنيون الذين يناقشون المدرب، ثلاث مباريات يلعبها بنفس التكتيك والتغيير والطريقة كما هي 4-5-1.
وكان من المفترض أن يلعب 4-4-2 وليس هناك مبرر ليركز على الوسط ليساند الدفاع في كل المباريات، مللنا من امتلاك الكرة في الوسط، لأنه مجرد مضيعة للوقت والجهد، ومللنا من الطريقه العقيمة للهجوم وهي طريقة ما يطلبه المهاجمون، مدربنا لا يفرق بين منتخب قوي وضعيف، فعيب على إدارة المنتخب أن تتركه تائهاً مرتبكاً ومركزاً على لاعبين مستواهم لا يؤهلهم للمشاركة مع أنديتهم.
نحن لا نطالب بالتدخل في عمل المدرب بشكل غير حضاري، ولكن لكل مدرب مستشارون فنيون يناقشونه ويستفيد منهم فنيا بدلاً من توجيه الإداريين والفنيين في جهاز التدريب والتأثر ببعض آراء المسؤولين العاطفية المنقولة للمدرب ريكارد بالتلميح أو بالشكل الصريح.
وأنا أدعو الأمير نواف بن فيصل ألا يترك هؤلاء اللاعبين وإدارة المنتخب بهذه الطريقة دون محاسبة أو مناقشة أو رأي واضح وصريح، فهذا المنتخب الهزيل لن يتعافى إلا بالصراحة والوضوح والعقاب، بعدما انتهى زمن المسكنات والمهدئات، وبتنا بحاجة إلى استئصال المرض ورفع المعاناة عن هذه الجماهير.