بعد مباراة منتخبنا السعودي مع عمان خرج علينا من لقب نفسه بـ"الناقد" في إحدى الصحف المتخصصة بكلام غريب وعجيب، عندما كتب "لماذا يعيرونهم بجيل 84 التعيس" وتحدث عن جيل العمالقة بأوصاف غريبة، وأكد مراراً أن هذا الجيل هو أسوأ جيل مر على الكرة السعودية، وأنه أذاقها أسوأ النتائج.

عندما قرأت هذا الكلام شعرت أن صاحبنا "الناقد" لا يعي ماذا يعني جيل 84 للكرة السعودية.

شعرت بالخجل من صالح النعيمة الذي كان يلعب ووالده متوفى، ومن ماجد الذي كان يقاتل رغم إصابته، ومن محيسن الذي كان يجوب ملاعب سنغافورة وهو "حدث"، شعرت بالخجل من عميد المدربين الوطنيين الزياني ومن أبطال ذلك الجيل الرائع.

تناسى صاحبنا أن هذا المنتخب لم يكن لديه 10% من مقومات المنتخب الحالي، فالجميع كان يلعب لأجل الوطن بعيداً عن شعارات الأندية وشارة الكابتنية والمكافأة المضاعفة. صاحبنا "الناقد" لم يدر بخلده أن هذا الجيل العملاق أول من أدخل البسمة على شفاهنا، وهو من صنع هيبة الكرة السعودية واسمها في الخارطة الآسيوية والعالمية، وذلك بالظفر ببطولة آسيا والتأهل لأولمبياد لوس أنجلوس. أعتقد أن صاحبنا "الناقد" تناسى أن الكرة السعودية بقيت تلعب بهيبة هذا المنتخب قرابة العقدين من الزمن، إلى أن حضر جيل صاحبنا فجعل سمعة الكرة السعودية في الحضيض، فأصبحنا نفرح بالتعادل مع إندونيسيا وتايلاند وعمان. بقي أن أذكر صاحبنا أن حب هذا الجيل جعل الجميع يلتم حوله حتى العجائز كانوا يدعون له في الصلاة والكل يترقب مبارياته على أحر من الجمر. وبقي أن أذكر صاحبنا أن منتخبنا الحالي لو لعب بـ10% من روح ذاك المنتخب لحقق كل البطولات، وأذكره أننا لن نسمح له بالمساس بثروة وطنية نفاخر بها دوماً.