تتجه أنظار المعارضة الليبية إلى العاصمة طرابلس، بعد أن عادت إليها ثقتها إثر معركة البريقة، فيما انكشفت أكثر فأكثر قدرة القذافي المعتمدة أساسا على مرتزقة أفارقة هدد العقيد الليبي بهم بتحويل بلاده إلى "فيتنام جديدة".
وشيئا فشيئا بدأت المعارضة تنظم صفوفها، حيث تم تشكيل المجلس الوطني الليبي في بنغازي، من 30 عضوا برئاسة وزير العدل السابق مصطفى عبد الجليل. وطلب المجلس من الغرب توجيه ضربات جوية محددة على معاقل المرتزقة.
ووافق القذافي على خطة طرحها الرئيس الفنزويلي شافيز لإجراء محادثات وساطة مع قوى المعارضة، عبر لجنة سلام دولية، لكن المجلس الوطني رفض الخطة.
تواجه قوات الزعيم الليبي معمر القذافي قوة معارضة تزداد تنظيما وثقة وتطالب بدعم دولي كما تتطلع إلى نقل نجاحاتها العسكرية غربا تجاه العاصمة طرابلس. وصد محتجون ليبيون هجوما بريا وجويا شنته قوات القذافي على بلدة البريقة وهي ميناء نفطي يقع في شرق ليبيا بينما حذر العقيد القوى الأجنبية من "فيتنام أخرى" إذا تدخلت لدعم الانتفاضة. وتحدث شهود عن ضربة جوية جديدة لبلدتي البريقة وأجدابيا. وقال جنود في صفوف المعارضة إنه تم إجبار القوات الموالية للعقيد على العودة إلى بلدة راس لانوف التي يوجد فيها ميناء نفطي كبير. وأفاد ساكن في طرابلس ومعارض للقذافي "سيصمد القذافي لفترة ما. لن يكون من السهل أن تواجه مجموعة غير مسلحة قوات مسلحة بشكل جيد مستعدة لإطلاق النار على شعبها".
وفي بنغازي دعا المجلس الوطني الليبي الذي شكله المحتجون إلى توجيه ضربات جوية. وقال المتحدث باسم المجلس عبد الحفيظ غوقة إنه يدعو لشن هجمات محددة على معاقل المرتزقة، لكنه أضاف أن هناك معارضة قوية لوجود أي قوات أجنبية على الأرض الليبية وأن هناك فرقا كبيرا بين هذا وبين الضربات الجوية الاستراتيجية. وفي رد على تلميحات غربية بأن المعارضة الليبية بحاجة للتوحد لتسهيل اتصال المحتجين بالقوى الخارجية قال غوقة إن مصطفى عبدالجليل وهو وزير سابق للعدل سيتولى رئاسة المجلس الوطني الانتقالي الذي سيتألف من 30 عضوا وسيكون مقره في بنغازي في الوقت الراهن لكنه سينقل في وقت لاحق إلى طرابلس.
وفي هذا السياق قال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه إن فرنسا وبريطانيا ستؤيدان فكرة إقامة منطقة حظر جوي فوق ليبيا إذا استمرت قوات القذافي في مهاجمة المواطنين. وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع جوبيه قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج إن بريطانيا وفرنسا تعملان على وضع مقترحات "جريئة وطموحة" لطرحها على الاجتماع الذي يعقده الاتحاد الأوروبي بشأن ليبيا الأسبوع المقبل وإنهما ستفعلان كل ما بوسعهما لزيادة الضغوط على القذافي.
وذكرت تقارير إعلامية أن القذافي وافق على خطة طرحها الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز لإجراء محادثات وساطة مع قوى المعارضة في البلاد. وتقضي خطة شافيز بتشكيل لجنة سلام دولية تتجه إلى ليبيا للتفاوض بين القذافي وجماعات معارضة. لكن المجلس الوطني رفض الخطة.
وفي تطور بارز يعزز الضغوط على القذافي أعلن كبير ممثلي الادعاء بالمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو أمس أن ممثلي الادعاء في المحكمة في لاهاي سيسعون لاستصدار مذكرات اعتقال بحق الزعيم الليبي ومشتبه بهم آخرين بينهم عدد من أبنائه. وقال أوكامبو "إن السرعة أمر هام" لأن "ارتكاب الجرائم الخطيرة مازال مستمرا". وأضاف أن ممثلي الادعاء سوف يحققون مع نحو 10 إلى 15 شخصا يشتبه بأنهم أصدروا أوامر بتنفيذ أعمال القمع المستمرة وسوف يتم كشف أسمائهم هذا الأسبوع. وقال "على القادة الذين يرتكبون جرائم ضد الإنسانية أن يعلموا أنهم لن يفلتوا من العقاب".
إلى ذلك قالت وزارة الدفاع الهولندية إن السلطات الليبية اعتقلت ثلاثة جنود هولنديين الأحد الماضي أثناء محاولتهم إجلاء هولندي من مدينة سرت شرقي طرابلس. وقال المتحدث باسم الوزارة اوتي بيكسما "استخدمت طائرة هليكوبتر انطلقت من على متن سفينة قبالة ساحل ليبيا. وكان إجلاء قنصليا. وخلال العملية أمرت وحدة في الجيش الطائرة الهليكوبتر بالهبوط". وأضاف أن هولندا تجري محادثات مع السلطات الليبية لإطلاق سراح الجنود.