تقول النكتة: إن أحدهم طلب من قائد قطار الرياض - الدمام التوجه إلى جدة!

ومثلها تأكيد وزير النقل أن حوادث القطارات بالمملكة أقل بكثير من حوادث قطارات دول العالم المتقدمة. وهذا طبيعي كوننا لا نملك سوى قطار الشرقية، إلا إن كان هناك قطار بالعالم يصطدم بظله.!

ماذا لو قررنا جدياً وبعيداً عن مفردة مستقبلاً، إنشاء شبكة قطارات سريعة (ماهو قطار أبو هندل) تربط بين جميع مدن البلاد، وتسليم المشروع فوراً لشركات ذات خبرة ومشهود لها بالكفاءة، إما بنظام البناء والتشغيل والتحويل "B.O.T"، على أن تنتقل ملكيتها إلى الدولة لاحقاً. أو بتخصيص قطاع سكة الحديد بالكامل وطرح أسهمه للاكتتاب العام، واستغلال عوائده في تمويل بناء تلك الشبكة، على أن لا تقتصر تلك المنظومة على الربط بين المدن فحسب، بل وحتى داخل الكبرى منها.

وإضافة إلى عدم تحمل خزينة الدولة لتكاليف تلك المشاريع العملاقة، بل العكس. فإنها ستقضي على مشاكل أخرى رئيسية، كالازدحام الذي يخنق المدن الكبرى يومياً، وتخفيف الطلب على النقل الجوي الداخلي والذي يعاني أصلاً من عجز في مواكبة أعداد المسافرين مقابل المتوفر من الرحلات. كما ستوفر فرص عمل دائمة للآلاف من الشباب العاطلين. وستسهم تلك الشبكة حتماً في نمو المدن النائية، خصوصاً تلك الواقعة على هامش خارطة التنمية.

أما الوعود التي تذهب برحيل صاحبها عن منصبه، والدراسات الورقية التي تنتهي بالأدراج، وكذلك التصريحات الصحفية التي تصور الواقع مغايراً لما هو عليه، كل تلك لا تضع حلولاً لأزماتنا، بل تفاقمها.

في صغرنا كنا نردد أنشودة "أنا القطار السريع"، ولا نتمنى أن يرددها أطفالنا فقط .. بل يستقلونه .!