شعرت يقينا أن بعض وربما الأغلبية من لاعبي المنتخب السعودي الكروي الأول لا يثقون بأنفسهم من خلال إعراضهم عن الالتقاء بوسائل الإعلام وتحديداً (الصحافة)، خلال المعسكر التحضيري لمواجهتي تايلاند وعمان الأخيرتين في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014.

وياليتهم توقفوا عند هذه الحدود المتعلقة بمسائل نفسية صرفة, بل إن الأمر وصل تقديم صحائف من الاستهتار والاستهزاء بحملة صاحبة الجلالة على مرأى ومسمع من القائمين على شؤون أخضرنا، بشكل لا يليق بأهم شريك استراتيجي للرياضة السعودية (الإعلام).

وجاءت تلك الممارسات تعبيراً عن العقلية الاحترافية للاعب السعودي، وهو ما شعر به مدرب المنتخب فرانك ريكارد دون أن يجهر به, لمصيرية الموقف السعودي في التصفيات الحالية.

وإحساس الإعلام المقروء بالهاجس الوطني الصادق دفعه ذاتياً إلى منع سكب الملح على البارود, ليس لأن جدارنا قصير نحن معشر الصحفيين، وإنما لكوننا كنا على (أمل) التأهل للدور الرابع, ولا نريد أن نؤجج الموقف المتأزم، أو نكسر مجاديف حظوظ المنتخب في الوصول للمونديال.

وللأسف، يحمل بعض لاعبي المنتخب ثقافة ضحلة في المستوى المعرفي والثقافي, وفي المؤهل العلمي، وهذه حقيقة يجب ألا ننكرها, وهو ما جعلهم فاشلين في التعاطي مع الإعلام.

قدرنا جميعا أن مشاعرنا جياشة وأصبحنا نبالغ بفرحتنا بعد النتائج الإيجابية لكل مباراة بعد أن غيبنا الجيل الحالي عن مشاهد الفرح الأكبر لعقد من الزمن, وأصبحنا نقتات على إنجازات فردية تذكرنا دوماُ بالزمن الجميل لإنجازاتنا.

لم يتبق لنا من ذكرى الأطلال سوى أغنية طلال سلامة.. "الله ..الله يامنتخبنا.. إن شاء الله تحقق أملنا".