أكدت دراسة أجرتها الأستاذ المشارك بجامعة الملك عبد العزيز بقسم النسيج الدكتورة ابتسام العمودي أن 80% من السعوديات لديهن فكرة مناسبة عن الأقمشة الذكية.

وقالت العمودي إنها من خلال الدراسة التي أجرتها مؤخرا أدركت مدى الوعي الكبير للسيدات السعوديات حول الأقمشة، مبينة أن انبهار المرأة السعودية بالأقمشة التي تضم الألياف الصناعية اختلف، حيث إن هذه الأقمشة كانت تتميز بالنعومة وصعوبة الكرمشة، إضافة إلى الألوان الثابتة، ولكنها تؤدي إلى الحساسية والاحتكاك بالجلد، وظهور الروائح الكريهة من الجسم، مما أدى إلى اتجاه العديد من السيدات إلى الأقمشة القطنية، والتي لم تف بالغرض أيضا لغلاء أسعارها، ولمشكلات الكي والكرمشة، إضافة إلى التكاليف الباهظة للقطن.

وأشارت العمودي إلى أن المرأة السعودية مؤخرا أخذت تواكب الاتجاه العالمي نحو الأقمشة المخلوطة، والتي تجمع بين مميزات الطبيعي والصناعي، وهي أقمشة ناعمة، ولا تسبب حساسية، كما أنها مقاومة للتجاعيد، وقابلة للصباغة، وتمتص العرق. إضافة إلى مميزات كثيرة جعلت منها خيارا أول.

وأضافت العمودي أن "هناك ارتباطا كبيرا بين مستوى التعليم وبين اختيار المرأة للأقمشة التي ترتديها، فكما تقبل غير المتعلمات على الأقمشة التي تضم الألياف الصناعية، والتي لها مضار كثيرة كونها لا تمتص العرق وتتفاعل مع الجلد، تقبل المتعلمات على الأقمشة الذكية.

ونصحت العمودي بالعودة إلى الأقمشة المخلوطة مثل القطن مع البوليستر، أو القطن مع الاكرليك، أو الصوف. إضافة إلى أقمشة الفسكوز والرايون، والتي لها خصائص جميلة ، فهي ناعمة ورطبة وقليلة التكلفة، كما أن العالم حاليا يتجه إلى الدمج ما بين الألياف الصناعية والتريكو والقطن والبوليستر، وهي مفيدة لأقمشة الأطفال.

وأكدت العمودي أن السعوديات المهتمات بصداقة البيئة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، يهتممن بأدق التفاصيل، بدءا بالاهتمام بالديكور الصديق للبيئة، وصولاً للأقمشة التي تناسب المناخ السعودي الصحراوي، ويظهر هذا الاهتمام والتوجه حينما تختار المرأة السعودية أقمشة ترتديها بشكل يومي مثل العباءة أو التنانير، أو أقمشة الأطفال، وأقمشة أخرى خاصة بثياب الرجال.

وحول هذا يقول المدير التنفيذي لمؤسسة العماري للأقمشة سالم بن سلمان إن "التجديد في عالم الموضة خلال السنوات الأخيرة الماضية لم يعد فقط منصباً في تصميم الموديلات والألوان، وإنما بدأ خبراء صناعة الأقمشة في الخارج بالاهتمام بنوعية الخامة، بحيث تلائم حاجات الأفراد طبقاً لأسلوب حياتهم، والأخذ بعين الاعتبار بحال المناخ، وطبيعة البشرة، ولهذا ظهرت الأقمشة الذكية المصنعة من الألياف الطبيعية المتحولة "المعالجة" والمستوردة من اليابان والهند وإندونيسيا بعيدة عن أي تقليد، وقد أحدث ذلك ثورة في صناعة الأقمشة، وغير من مفهومها الثقافي، فهي تمثل الجيل المقبل من الألياف والأقمشة".

وأضاف ابن سلمان أنه "خلال الفترة الماضية زادت مبيعات الأقمشة في المملكة، وخصوصاً الأقمشة الذكية، لذا سجلت ارتفاعاً ملحوظاً في الأسواق بنسبة 60%، وتقدر نسبة توفر الأقمشة الذكية بالسعودية بنسبة 20% فقط من إجمالي الأقمشة في السوق، والسبب يعود إلى أن نسبة كبيرة من السعوديات ما زالت تجهل ثقافة الأقمشة الصديقة للبيئة، ودورنا نحن كمستوردين توعية النساء بشرح فوائد هذه الأقمشة وأهميتها في الوقاية من الأمراض الجلدية".

وأوضح ابن سلمان أن الاحتياج للأقمشة الذكية يعود لعوامل عدة في أولوياتها الأجواء التي يشهدها المجتمع السعودي والخليجي من رطوبة وحرارة عالية، حيث تستجيب هذه الأنسجة بكفاءة عالية لأية تغييرات، سواء في درجة الحرارة، أو في شدة الضوء، أو غير ذلك من التغيرات التي يمكن أن تحدث في الوسط المحيط بها، وقد يؤدي هذا التغير مهما كان نوعه أو حجمه إلى حدوث تغيير مباشر بهذه الألياف وبصورة ملحوظة". وحول سبب تسميتها بالأقمشة الذكية يقول" إنها ألياف طبيعية نباتية معالجة" قادرة على التحكم الذاتي دون مؤثر خارجي، بمعنى أنها تتنفس، ولديها الاستجابة السريعة لأحوال المناخ، ففي البرد تمنح الدفء، والعكس صحيح، وانطلاقا من هذا المفهوم تصبح الأقمشة الذكية قادرة على أن توفر لنا أسباب الراحة والرعاية، وإكسابنا الشعور بالبهجة والسرور أثناء أدائنا المعتاد لأنشطة الحياة اليومية.