بعد أيام قليلة من نشر مقالي هنا بعنوان (وزارة الصحة أيهما نصدق؟ ما نراه أم ما نسمعه) بتاريخ 8/10/2011 والذي أتيت فيه على ذكر الممرضات السعوديات وأساليبهن غير الإنسانية وغير الحضارية في التعامل مع المريضات، تفاوتت رسائلهن الموجهة إلي، بين الاستياء والعتاب وبين السب بأقذر وأشنع الألفاظ.. ومنهن ممرضة مهذبة أسمت نفسها بـ(ممرضة مناضلة) وقد أوردت في رسالتها الكثير من الأمور المهمة التي سنأتي عليها في مقال الغد بإذن الله، وطلبت مني الاقتراب من الممرضات والاطلاع عن كثب ليكون حكمي صادقاً، بعدها بأيام قليلة تعرضت أنا لكسر في الساق أدخلت على إثره للمستشفى لإجراء عملية جراحية لتثبيت العظام المكسورة، فوقعت (دون تخطيط مني) بين براثن من نسميهن من باب التفاؤل بـ(ملائكة الرحمة).. والحقيقة خلاف ذلك تماماً، فكنت شاهد عيان على الكثير من الممارسات اللاأخلاقية مع المريضات، وسوف أذكر هنا ما شاهدته من تجاوزات تعتبر وزارة الصحة مسؤولة عنها مسؤولية مباشرة، لأنها قبلت بهذا المستوى المتدني من المهنية (إن صحت التسمية) ولم تسع إلى تطوير هؤلاء الممرضات وتدريبهن قبل الزج بهن في أماكن حساسة وخطرة وبأعداد كبيرة إلى درجة العشوائية. بل والأخطر من ذلك أن الممرضات السعوديات أصبحن في مستشفياتنا كالمرض المعدي، ينشرن وباء الإهمال واللامبالاة على غيرهن من الجنسيات الأخرى.

الممرضات السعوديات لا مباليات.. إحداهن استندت على سريري في غرفة الإفاقة، وهي تملي على زميلها أسماء الوجبات التي ينوون طلبها من أحد المطاعم السريعة، دون الالتفات إلى بعض المريضات اللواتي يطلبن المساعدة، وهن بحالة يرثى لها. ثرثارات.. يفقدن المستشفى جو الهدوء والسكينة، وينثرن أحاديثهن السمجة ملحاً على جراح المرضى، وليت أحد المسؤولين في الوزارة استمع إلى بعض أحاديثهن المخجلة. كم راتبك؟ وتمتد النقاشات من أجل خمسين ريالاً زائدة في راتب إحداهن، "من يمسك ولدك وقت الدوام؟ شفتي برقع فلانة؟ (إحدى زميلاتهن) شفاف ويكشف عن نصف وجهها". فضلاً عن شجاراتهن بأصوات مرتفعة هرباً من عمل ما أوكله الطبيب إلى إحداهن ولم يكلف الأخريات بمثله.

هذا غيض من فيض. علّ الوزارة تلتفت للخطر القادم قبل استفحال الداء. بقي أن أذكر أن التعميم كما قلنا في أكثر من موضع غير وارد، فهناك بعض الممرضات على مستوى المسؤولية بالفعل ولكنهن قلة، ويحتجن إلى الدعم والمساندة والتكريم، حتى لا يصبن بالإحباط عندما تتم مساواتهن بغيرهن ممن هن أقل تميزاً وكفاءة منهن. في مقال الغد بإذن الله، كونوا شاهداً على اعتراف الممرضات أنفسهن.