طغت الأحداث الاقتصادية والسياسية والتوترات التي تشهدها المنطقة العربية حالياً، على محادثات المشاركين في اليوم الأخير لملتقى الاقتصاد السعودي أمس في الرياض.
وقال رئيس مجموعة الزامل الدكتور عبد الرحمن الزامل إن ما يجري حاليا من تطورات في المنطقة له تأثيرات سلبية على المدى القصير، إلا أنه سيكون له انعكاسات إيجابية جدا في المستقبل.
وأبدى الزامل اعتراضه على التقارير التي تتناول التطورات الراهنة في المنطقة، معتبراً أنها لم تفلح في تجنّب الأسوأ كما حصل عشية اندلاع الأزمة الاقتصادية العالمية الأخيرة، مشددا على ضرورة بقاء أسعار النفط فوق 100 دولار، للحفاظ على معدلات نمو قوية.
وأكد خلال حديثه في الجلسة الأولى أن المرحلة القادمة ستشهد دورا أكبر للدولة في تحريك الاقتصاد المحلي، وانحسار نسبة الفساد وتراجع دور الشركات العملاقة لصالح الشركات الصغيرة والمتوسطة، مبديا تفاؤله بأن ما يجري حاليا في المنطقة هو شبيه إلى حد كبير بالتجربة التركية الرائدة.
من جهته، أكد الرئيس التنفيذي لمصرف الإنماء عبد المحسن الفارس خلال الجلسة الثانية حول الصناعة المصرفية في السعودية والمنطقة وتحديات المرحلة المقبلة، على نجاح المصارف السعودية رغم الأزمة وخلال فترة 2009-2010 في المثابرة على تنمية محافظها للإقراض والتسليف وإن كانت بمستويات أقل من السابق.
وذكر أن ذلك ترافق مع ارتفاع ملفت في حجم الودائع المصرفية، الذي من شأنه أن يدفع المصارف خلال الفترة القادمة إلى ضخ الفائض من السيولة لديها في السوق عبر تعزيز نشاطها التمويلي.
وأشار الفارس في ورقته إلى أن أبرز التحديات التي تواجه المصارف السعودية خلال الفترة المقبلة تكمن من ناحية في الأوضاع الجيوسياسية للمنطقة ومن ناحية أخرى في مثابرة معدلات الفائدة العالمية على مستوياتها المنخفضة الحالية.
في حين لفت الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء علي بن صالح البرّاك في الجلسة الأخيرة إلى بعض التحديّات التي تواجه الشركة ناتجة عن ارتفاع الطلب بوتيرة عالية، إذ تشير التوقعات وصول المشتركين إلى أربعة ملايين خلال السنوات العشر المقبلة.
وأكد البرّاك على أن القطاع الخاص لديه فرصة حقيقية للاستثمار في قطاع الكهرباء، كونه من القطاعات الأكثر جدوى على المدى البعيد، مبينا أن الاستثمارات المقدرة حاليا في هذا القطاع تبلغ نحو 60 مليار ريال، في حين أن التوقعات تشير إلى الحاجة لنحو 80 مليار دولار لتغطية الطلب.
وختم البرّاك كلمته بالتطرق إلى الدور الكبير الذي تقوم به الشركة السعودية للكهرباء في دعم الاقتصاد الوطني، وذلك من خلال الأسعار المدعومة التي تقدمها الشركة لحوالي 200 مصنع عامل في المملكة، داعيا المقاولين إلى تجنيد طاقاتهم لخدمة قطاع الكهرباء في المملكة وفق معايير تقنية متقدمة، ومعرباً عن ثقته في اليد العاملة الوطنية التي تزيد عن 86% داخل الشركة السعودية للكهرباء.