توجهت قوات ليبية إلى الغرب قرب الحدود التونسية في محاولة من العقيد معمر القذافي لإبعاد الخطر المحيط به جراء الضغوط الدولية، والمحيط بالعاصمة من خلال الزحف الذي بدأته المعارضة باتجاهها، فيما قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمام مجلس الشيوخ إن ليبيا قد تتحول إلى ديموقراطية أو تواجه حربا أهلية طويلة.

وترددت تقارير أن القذافي وعائلته ربما يخططون للفرار إلى بيلاروسيا (روسيا البيضاء). وأوضح معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام "سيبري" أن ما يشير لذلك هو أن طائرة القذافي الخاصة قامت برحلتين من العاصمة طرابلس إلى أحد المطارات في بيلاروسيا خلال الأيام السبعة الماضية، وفقا للخبير المختص لدى "سيبري" هيو جريفيثس أمس.

وفيما أعلن مصدر في الكرملين أمس أن القذافي "ميت سياسيا وعليه مغادرة السلطة"، أكد مكتب المدعي العام بالمحكمة الجنائية الدولية لويس أوكامبو أمس أن الأخير يجري اتصالات لجمع المعلومات والوثائق التي تدعم تنفيذ هجمات منهجية ضد السكان المدنيين في ليبيا من قبل القذافي وعناصر النظام التابع له.




نشر الرئيس الليبي معمر القذافي أمس قوات جيشه في منطقة قريبة من حدود بلاده مع تونس في تحد للضغوط العسكرية والاقتصادية للدول الغربية، ما زاد المخاوف من منحى أكثر عنفا في واحدة من أكثر الاحتجاجات دموية في العالم العربي، فيما قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس إن ليبيا قد تتحول إلى ديموقراطية أو تواجه حربا أهلية طويلة. ودعت مجلس الشيوخ الأميركي لعدم إجراء خفض كبير للإنفاق على الجهود الدبلوماسية والمساعدات الأجنبية، مشيرة إلى أن ليبيا مثال على كيف تحتاج الولايات المتحدة إلى أموال للتعامل مع أزمات في الخارج.

وتنامت الشكوك في أن القذافي لا يفهم حجم القوة المحتشدة الآن ضده والتي أنهت سيطرته على شرق ليبيا. فبعد 12 ساعة فقط من إعلان الولايات المتحدة أنها تحرك سفنا حربية وقوات جوية إلى مناطق أكثر قربا من ليبيا عادت قوات القذافي لتثبت وجودها أمس في معبر ذهيبة الحدودي مع تونس (60 كيلو مترا من بلدة نالوت) وزينت موقعها بالأعلام الليبية. كما أغلقت وحدات من الجيش الليبي الحدود عند المعبر، فيما شوهدت عربات للجيش وجنود يحملون بنادق كلاشنيكوف، برغم أنه لم يكن هناك وجود أمني عند المعبر في اليوم السابق.

ومع دخول الانتفاضة أسبوعها الثالث يصعب تقييم الوضع في ليبيا بسبب الصعوبات في التنقل في المناطق الصحراوية وضعف الاتصالات. وقال ساكن بمدينة نالوت إن القوات الموالية للقذافي "تحيط بالمنطقة القريبة من الحدود التونسية. وجاءت برشاشات ثقيلة على سيارات رباعية الدفع وعشرات من المسلحين المجهزين بأسلحة خفيفة". كما قال شهود في مصراته والزاوية إن قوات الحكومة تشن أو تستعد لشن هجمات، مشيرين إلى معركة جارية في مصراته للسيطرة على القاعدة الجوية، فيما وصلت كتائب يقودها خميس ابن القذافي إلى مشارف الزاوية استعدادا للهجوم. كما أفاد ساكن آخر في الزاوية أنه حدثت مناوشات مع القوات الموالية للقذافي خلال الليل، إلا أن الثوار تمكنوا من دحرها، واستولوا على مدفع مضاد للطائرات والكثير من بنادق الكلاشنيكوف، بعد مقتل ثلاثة جنود.

وفي طرابلس المعقل الأخير للقذافي، قتل بضعة أشخاص وأصيب آخرون أول من أمس عندما فتحت القوات الموالية له النار لتفريق محتجين في حي تاجوراء شارك فيه عشرة آلاف شخص، حسبما قالت صحيفة "قورينا" الليبية. وأفاد ساكن آخر بطرابلس أن "هناك وجودا كثيفا لقوات الأمن. ونحن في انتظار الفرصة للاحتجاج. نأمل أن ينتهي هذا قريبا لكنني أعتقد أنه سيستغرق فترة أطول كثيرا مما كان متوقعا".

في غضون ذلك، تكونت في طرابلس طوابير أمام المخابز وأثار ارتفاع أسعار الأرز والطحين (الدقيق) غضب السكان. كما احتشد المواطنون أمام البنوك التي بدأت في توزيع منحة قدرها نحو 400 دولار لكل أسرة في محاولة من جانب القذافي لحشد التأييد له.

من جهة أخرى، يرى محللون أن التحرك عسكريا ضد القذافي ليس مرجحا، لذلك كثف الغرب ضغوطه السياسية عليه، سواء بالإعلان عن عقوبات اقتصادية أو المطالبات برحيله.

وفي هذا السياق، أعلن الاتحاد الأوروبي أمس أنه سيعقد قمة طارئة في 11 مارس الجاري لبحث الوضع في ليبيا وشمال أفريقيا. كما أفاد معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام "سيبري" أن القذافي وعائلته ربما يخططون للفرار إلى بيلاروسيا (روسيا البيضاء). وأوضح أن ما يشير لذلك هو أن طائرة القذافي الخاصة قامت برحلتين من العاصمة طرابلس إلى أحد المطارات في بيلاروسيا خلال الأيام السبعة الماضية، وفقا للخبير المختص لدى (سيبري) هيو جريفيثس أمس.

وفي واشنطن، قالت سوزان رايس مبعوثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة أمس "إن واشنطن ستواصل الضغط سياسيا واقتصاديا على القذافي إلى أن يتنحى ويسمح لشعب ليبيا بالتعبير عن نفسه بحرية وتقرير مستقبله".

كما أعلن مصدر في الكرملين أمس أن القذافي "ميت سياسيا" و"لا مكان له في العالم المتحضر" وعليه مغادرة السلطة.

من جهة أخرى، أكد مكتب المدعي العام بالمحكمة الجنائية الدولية أمس أن لويس أوكامبو يجرى حاليا اتصالات بكل من الجامعة العربية، الاتحاد الأفريقي، ومفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الأمانة العامة للأمم المتحدة، وعدد من دول الجوار الليبي لجمع المعلومات والوثائق التي تدعم تنفيذ هجمات منهجية ضد السكان المدنيين في ليبيا من قبل القذافي وعناصر النظام التابع له. كما أجرى أوكامبو اتصالات أيضا بعدد من المسؤولين الليبيين المنشقين عن القذافي، وعدد من ضباط الجيش للحصول على معلومات عن هوية عناصر السلطة والقيادات التي تورطت في جرائم العنف والجرائم ضد الإنسانية منذ 15 فبراير الماضي لبدء التحقيق مع المتهمين بارتكاب الهجمات ضد الشعب الليبي.