لم يتحدث ضيفا برنامج "بموضوعية" الذي بثته فضائية "m .t .v" اللبنانية، في السياسة، بالرغم من أن البرنامج والقضية المطروحة كانت سياسية بامتياز. فالواقع السوري والمرحلة المقبلة التي تنتظر المنطقة على خلفية ما يجري من الخطورة بمكان، لتخطي الضيفين الحساسية الشخصية والتوجه إلى المواطنين اللبنانيين بصورة خاصة، والعرب بصورة عامة، بما يفيد من خبرتهما السياسية الممتدة على طول الساحة اللبنانية.

ابتعد الضيفان، وكلاهما يحمل شهادة دكتوراه في الطب، وأفسح لهما موقعهما السياسي لأن يصبح أحدهما وزيرا وأمينا قطريا لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان، والآخر نائبا في البرلمان وقياديا في تيار المستقبل، عن السياسة، بعدهما عن اختصاصهما، وأسمعا العالم صيحات وكلاما لا يليق بهما وبالمشاهدين، وكأن رفع الصوت من أحدهما، والتلفظ بالكلام النابي، قد يقلب المعادلة التي أصبحت عربية بامتياز وهي على طريق التدويل.

لم يترفق الطبيبان بالحالة السياسية التي يتخبط بها لبنان، لا بل صبا الزيت على النار، وزادا من الانشقاق السياسي والاصطفاف الحزبي الذي أعمى العيون عن حقائق الواقع اللبناني، وبدل الحوار البناء لتلافي انعكاسات الأزمة السورية على لبنان والخروج من المأزق بأقل الخسائر، كان الصراخ والسباب.

نصيحة إلى الطبيبين فايز شكر ومصطفى علوش، الابتعاد عن الإعلام والحوارات المباشرة، لأنهما يزيدان الأعداء لحزبيهما، والعودة إلى ممارسة مهنة الطب، والنصيحة مقرونة بالتمني على الفضائيات باختيار العقلاء وأصحاب المنطق الواقعي الذين يأسرون المشاهد والمحاور الآخر بالكلمة الطيبة.