مدرب منتخب عمان، الفرنسي لوجوين، قال عن مدرب المنتخب السعودي قبل المواجهة التي جمعتهما أمس "فرانك ريكارد مدرب عالمي أحترمه كثيرا"، أما مدرب منتخبنا ريكارد فوصف فوز عمان على أستراليا بالمفاجأة، وتوعد العمانيين بالهزيمة.

هذا ما قاله المدربان لبرنامج "في المرمى" ليلة المباراة، ولا أدري ما الذي حدث ليلة البارحة؟ هل فاز المدرب الذي سخر من فوز منافسه على متصدر المجموعة، أم فاز المدرب الذي احترم منافسه؟.

ألاحظ على ريكارد أنه لا يجيد الحديث عن المنافسين، ويبدو أن فترة إشرافه على برشلونة الإسباني زرعت داخله بعض التعالي، وإن كان ذلك لا يهمني بدرجة كبيرة، بقدر ما يهمنا جميعاً ماذا سيقدم للأخضر، وهل قاده أمس إلى التأهل؟

والحديث عن مدرب المنتخب ينقلني إلى الحديث عن بعض لاعبي المنتخب، وهؤلاء أوجه لهم نصيحة صادقة أرجو أن يقبلوها، فليت هؤلاء يركزون فقط على لعب كرة القدم، ويتركون الحديث للفضائيات لغيرهم من زملائهم اللاعبين.

علينا أن نؤمن ونقتنع أن أسلوب الحديث للإعلام لا يجيده الكل، حتى ولو كان هذا المتحدث هو أحد الحاصلين على شهادة عليا، أو كان أحد كتاب المقالات المعروفين، فكم من الضيوف في قنوات فضائية، تمنى من استمع إليهم لو أنه لم يشاهدهم بتلك الصورة التي كانوا عليها.

تابعوا ما تقدمه القنوات الفضائية الرياضية ـ وأسألكم بالله ـ ألا تصدروا أحكامكم على الإعلام الرياضي، وتصفوه بأشنع الأوصاف، وأنه إعلام متخلف، أو أنه فقير معلوماتيا، وضعيف في أسلوب الطرح والنقاش، فهنا يكون الحكم من خلال مجموعة انتسبت للإعلام الرياضي، وكان من أهدافها الوصول إلى الفضائيات الرياضية بأي وسيلة كانت.

ولا يخفى على متابع، أن بعض المنتسبين للصحافة الرياضية من زوار القنوات الفضائية الدائمين، أشغلوا القائمين على هذه القنوات ـ أو ربما أكثر من قناة ـ حتى من ضمنها قنوات من خارج الوطن بـ"وساطات" ليكونوا من ضيوف هذه القنوات، حتى لو تطلب الأمر أن يقوموا بدفع قيمة التذاكر ذهابا وعودة.

أسأل نفسي وأنا أشاهد بعض الزملاء وهم يقدمون للمشاهد الذي ينتظر هذه البرامج المباشرة، لغة هابطة، وأسلوبا أبسط ما يمكن أن يقال عنه، أنه أقرب إلى نزاع بين اثنين، أو أكثر على أمور استعصت على المحاكم، ولم يعد أمام هؤلاء إلاّ مواجهة بعضهم بأسلوب التهكم والتجريح، وتوجيه عبارات خارجة عن إطار الحوار البناء.

وعلى الرغم من ذلك، فإن الصحافة الرياضية تعتز كثيرا بأسماء تقدم الإضافة للبرامج الرياضية، ومن هؤلاء الزميل خلف ملفي، الذي يكاد يكون الوحيد من بين العديد من الزملاء الذي باستطاعته أن يقنع المشاهد بما يقول، وهذا دليل على حضور المعلومة عند "أبي أحمد"، ما يجعله يتفوق على كثير من زملائه.

لكن ذلك لا يعني أنه لا يوجد "خلف آخر"، ولكنهم يأتون بدرجات أقل ـ وهذا رأيي ـ وأنا مسؤول عنه ـ، ويكفي فقط ما قاله الزميل في برنامج "كورة" في حلقة يوم الاثنين الماضي عن لاعبي المنتخب وعلاقتهم بالإعلام، وأنا أتفق معه تماما في كل ما قاله، سواء في برنامج كورة، أو في برنامج مساء الرياضية.

والمؤسف أن القنوات الرياضية ـ عبر برامجها ـ تساهم في هذا الظهور الهزيل لبعض الصحفيين الرياضيين، بإصرارها على اختيار الأسماء دون النظر إلى المخزون المعلوماتي لهم، وكأنها تبحث فقط عن صراخ على الهواء.

إنني على استعداد أن أقدم لأي قناة رياضية قائمة بأسماء زملاء يعملون في الصحافة الرياضية ـ لن أكون من ضمنهم ـ، يملكون الثقافة الرياضية، والحياد، والرأي الحر، غير التابع لأحد، وأراهن على نجاحهم وإقناعهم.

عندما أطالب بذلك، فإنني أهدف إلى التنوع في الطرح والفكر الذي سيضفي على البرامج الرياضية روحا جديدة، خصوصا وأننا نعيش زمن صحافة المعلومات.. فهل أقدم قائمتي؟

* سنارة:

جبانٌ واحد في جيشي، أشد خطرا عليّ من عشرة بواسل في جيش الأعداء..!

(نابليون).