أيام العيد شاهدت مقطعا مصورا لمجموعة كبيرة من المفحطين.. كان مشهد التفحيط مؤسفاً.. مؤسفاً جدا.. سيارات يقودها صغار في السن ويقومون بحركات خطرة للغاية في وقت واحد ـ لمحت خلف سيارات الجمهور سيارتي شرطة متوقفتين ـ وعلى هامش اليوتيوب كان ثمة مشاهد أخرى متراكمة عبر الزمن يقشعر لها البدن.. حوادث مروعة.. قاتلة.. جثث.. دماء.. أشلاء متطايرة.. سيارات تحولت في لحظات سريعة إلى أكوام من الحديد.

آمنت أن الموعظة لا تنفع إطلاقا مع هؤلاء.. حتى لو تحدث وسطهم ألف تائب وتائب ومفحّط سابق.. مهما قدمت وسائل الإعلام.. كل هذه أمور غير ذات قيمة في هذا العالم.

التفحيط ظاهرة تقوم على شيء واحد فقط لا غير، وهو لفت الانتباه.. لماذا يلفت المفحّط الانتباه..؟ هنا تتعدد الأسباب.. تبدأ من إشباع حاجات نفسية وتنتهي إلى الرغبات الشاذة.. ولذلك لا يبدأ التفحيط إلا حينما تكتظ الساحة بالجماهير، ولو لاحظتم أيضاً ـ مصداقا لذلك ـ أن المفحطين يقومون باختيار أسماء غريبة تعلق في الذاكرة!

نحن أمام خيارين.. ليس من بينهما ـ من وجهة نظري ـ حجز المركبة.. المركبة قد تكون مسروقة أو مستأجرة أو غير ذلك.

الحل الأول استبدال طرق التوعية القديمة بأساليب التوعية البصرية من خلال عرض نماذج من ضحايا حوادث التفحيط الذين يقضون ماتبقى من حياتهم أسرى للإعاقات الدائمة.

أو ـ الحل الثاني ـ يتم تخصيص مساحات بأوقات وتنظيمات محددة لهؤلاء المفحطين.. يقومون فيها بالتفحيط علناً أمام الناس والجهات الرسمية.

السكوت عن ظاهرة التفحيط يعني مزيدا من الحوادث الدامية.. والمشكلة الأخرى أنها لم تعد تقتصر على من يقودون المركبة.. هناك كثافة متنامية في أعداد الجمهور على جانبي الطريق.. التفحيط هو لعبة الموت.. وتركها دون حلول يعني مزيداً من الدماء والإعاقات والانحرافات السلوكية.. قد يكون الضحية القادم هو ابنك.. اكتب الآن في يوتيوب عبارة (حوادث تفحيط) وابدأ البحث والمشاهدة، ستقتنع حتماً.