"لا أحد يريد أن يرى النفط فوق 100 دولار". هذا هو القاسم المشترك بين الدول المنتجة للنفط والمستهلكة حيال ما جرى من أحداث في الأسبوع الماضي. ففي الرياض وقعت 87 دولة ميثاقاً لطرح آليات عمل لاحتواء مسألة تذبذب أسعار النفط التي عانت منها الدول المنتجة والمتسهلكة منذ سنين طويلة.

وتوجهت أنظار المتداولين في أسواق النفط العالمية إلى مدينتين الأسبوع الماضي وهما الرياض وطرابلس في ليبيا بحثاً عن أي إجابة حول مصير الإمدادات بعد الاضطرابات الأخيرة في ليبيا التي يبدو أن نصف إنتاجها توقف تماماً بحسب ما ذكرته وكالة الطاقة الدولية.

و"في الحقيقة لا أحد يعلم ما يجري في ليبيا" كانت كلمة وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي التي أطلقها في الرياض وهي كلمة معبرة عن الواقع إلا أن المملكة وباقي دول منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) أكدت تغطية أي انقطاع في الإمدادات الليبية، وهو ما أدى إلى عودة الاطمئنان تدريجياً إلى أسواق النفط وتراجع سعره من أعلى مستوى له منذ عامين ونصف.

وبالرغم من البعد الجغرافي الكبير بين عاصمة إنتاج النفط وبين الأسواق الكبرى له في لندن ونيويورك وسنغافورة، إلا أن النعيمي أطلق إشارات للمتعاملين هناك بأن المملكة لن تسمح بعودة الفوضى التي شهدها السوق في 2008، خاصة أن الإمدادات كافية حالياً حتى وإن تعثرت ليبيا في الإنتاج. ووردت أنباء بأن المملكة زادت من إنتاجها فعلاً ليصل إلى 9 ملايين برميل، إلا أنه لا يوجد أي شيء مؤكد حتى الآن.

وشهد الأسبوع الماضي حدثين جديدين مرتبطين ببعضهما بشدة بالنسبة لأرامكو السعودية، الأول هو بيعها لأول شحنة من نفطها الذي بدأت في تخزينه في اليابان، والذي تم نقله بواسطة أحدث ناقلات النفط التي دخلت إلى الخدمة وهي "همام ستار" أو نجمة الهمام، وهذا هو الحدث الثاني.

وباعت أرامكو كمية تقدر بنحو 650 ألف برميل من زيت الخفجي الثقيل في ايكاناوا اليابانية، بحسب ما أكدته ثلاثة مصادر لوكالة بلومبيرج. وبدأت أرامكو في تخزين النفط في اليابان في فبراير الجاري لسهولة توصيله إلى مستهلكي آسيا إلا أن اليابان التي تستورد 30% من نفطها من المملكة، ستتمكن من استخدام النفط الذي تخزنه أرامكو هناك في حالة حدوث نقص كبير في الإمدادات هناك.

أما في الصين والتي أصبحت السوق الأهم لنفط المملكة فإن حجم النفط المستخدم في التكرير تراجع في يناير الماضي إلى 8.4 ملايين برميل يومياً من 9.16 ملايين برميل يومياً في ديسمبر بعد أن تقلص مقدار النقص في الوقود هناك وبخاصة الديزل الذي شهد نقصاً شديداً في ديسمبر.