على مر الزمن شاركنا بعدد كبير من الملتقيات والندوات الإعلامية الرياضية وغير الرياضية... في بداية العمر وقبل أن نبدأ بعدّ السنين على عكس هذا الوقت إذ بدأنا بعدّ الأيام من عمرنا، حاولنا أن نشارك بأكبر قدر ممكن من تلك الندوات والملتقيات وما شابه لقناعتنا أنها تزيد المعرفة وتساهم في توسيع أفقنا الفكري من خلال الحوارات والمحاضرات التي تجري فيها.. وفعلاً حصل ذلك، ولكن لم يمض وقت قصير إلا ولاحظنا مباشرة أننا أناس يكررون أنفسهم في كل مرة لدرجة أن تلك الأنشطة لم تعد بغالبيتها تعطي المطلوب منها إنما هي نسخة طبق الأصل عن بعضها البعض. المشكلة ليست هنا، إنما في أن الوفود العربية المشاركة هي نفسها في معظم اللقاءات دون أي تغيير في المنهج أوالطريقة، لتتحول هذه الأنشطة مع مر الأيام إلى أنشطة روتينية ومجرد لقاء عربي يفتقد إلى أهم مقومات إقامته، وشعرنا أن نفقاتها أكبر بكثير من مردودها المعنوي على الأقل، وهذا الأمر تتحمله الاتحادات العربية بمختلف مستوياتها وكذلك الأمر بالنسبة للاتحادات الوطنية.. الاتحادات العربية التي لم تجتهد بتطوير ندواتها وملتقياتها ولم تحدد مستوى المشاركة وتصر عليها... والاتحادات الوطنية التي ترشح الأسماء نفسها في كل مرة ولا تعطي أهمية لمستوى المشاركة، لدرجة أن البعض يكون في المرحلة الشبابية الأولى والبعض الآخر في مرحلة متقدمة من العمر والتجربة، ومع ذلك يجتمعون في قاعة واحدة، فإما تكون المحاضرة أكبر من مستوى فهم الشباب أو أقل من مستوى فهم الخبرات. نسوق هذا الكلام وقد قرأنا عن ندوات وملتقيات عدة ستقام خلال الفترة القريبة في المغرب وتونس وسوريا وغيرها، وحسب عناوينها فهي ليست المرة الأولى التي تقام فيها، لأننا شاركنا في بعضها، ولم نستفد منها كما يجب ولا تستأهل السفر من أجلها سوى مشاهدة الوجوه الطيبة من كل الدول العربية، وهذا الأمر هدف بحد ذاته لكنه ليس كل الأهداف... وعليه إما المشاركة في أعمال ذات مستوى وإما لا، ولا ضرورة على الإطلاق لتكبد المشقة والإنفاق عليها في الوقت الذي تحتاج فيه رياضتنا إلى كل فلس يجب أن يصرف في مكانه.
في أحد المؤتمرات التي شاركنا بها على سبيل المثال وكان حواراً شباباً عربياً أوروبياً كانت الوجوه العربية هي نفسها التي تشارك في كل محفل لها علاقة به أو ليس لها علاقة به، لأن (الكم واحد) في الدول العربية كما يقولون في الأمثال: (كقطعة النحاس من وين ما ضربتو برن)، وهم في حقيقة الأمر يأخذون دورهم ودور غيرهم، بينما كانت الوفود الأجنبية بمعظمها وفوداً تضم وجوهاً تشارك لأول مرة لأن طبيعة الملتقى وعناوينه يقتضي مشاركة جديدة قولاً واحداً.
فهل تعيد الاتحادات العربية تخطيطها لأنشطتها وتكون جادة في إقامتها بالشروط المطلوبة؟... وهل تسعى الاتحادات الوطنية لزج أكبر عدد ممكن من شبابها في هذه الأنشطة وخاصة التخصصية منها كالإعلام الرياضي؟... إنها رسالة للجميع وخاصة الاتحاد العربي للصحافة الرياضية.