احتشد مئات الآلاف من رجال القبائل أمس في تظاهرة بمحافظة عمران شمال صنعاء للمطالبة بإسقاط النظام، وكان في مقدمتهم مشايخ من قبيلتي حاشد وباكيل على رأسهم الشيخ حسين الأحمر (نجل رئيس مجلس النواب السابق، الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر) الذي أعلن استقالته من الحزب الحاكم. ودعا الأحمر إلى "جمعة غضب كبرى".

إلا أن الرئيس علي عبدالله صالح هاجم المحتجين، قـائلا إنهم "قلة مأجـورة.. ومن يرفعون الشعارات هم من بياعي الكلام.




ازدادت الضغوط على الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أمس بعد إعلان مشايخ في قبيلتي حاشد وباكيل القويتين انضمامهما إلى الحركة المطالبة باسقاط النظام، احتجاجا على "أعمال القمع" التي تحولت معها عدن إلى ساحة حرب سقط فيها 4 قتلى.

فقد احتشد أمس مئات الآلاف من رجال القبائل في تظاهرة بمحافظة عمران شمال صنعاء للمطالبة بإسقاط النظام وكان في مقدمتهم الشيخ حسين الأحمر نجل رئيس مجلس النواب السابق، الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، الذي أعلن استقالته من حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم. وقال إنه باستقالته من الحزب الحاكم يتطهر مما أسماه "مؤتمر الفساد"، داعيا من أطلق عليهم "الشرفاء إلى الاستقالة من هذا الحزب الفاسد". كما دعا إلى أن تكون الجمعة المقبلة "جمعة غضب كبرى"، معلنا باسم شباب محافظة عمران عن تدشين اعتصام مفتوح حتى رحيل النظام، وأقسم مع الجماهير أن "دماء أبناء محافظة عدن التي أسالتها بلطجية الحاكم أول من أمس لن تذهب هدرا وأن الشعب سينتقم من قاتل أبنائه"، على حد تعبيره. وخاطب الأحمر الرئيس صالح بالقول "لستم أقوى من معمر القذافي، ولا مبارك وأن بلطجية مبارك هم من أسقطوه وسيسقط صالح بلطجيته".

تزامن ذلك مع تصاعد التوتر بين السلطة وأنجال الشيخ الأحمر بعدما كشف نائب رئيس مجلس النواب والقيادي في المؤتمر الشعبي الحاكم الشيخ حمير الأحمر عن مخطط يستهدف قيادات المعارضة في صنعاء.

في الإطار ذاته صحت مدينة عدن على أنباء مرعبة بعدما تأكد مقتل خمسة متظاهرين في المواجهات التي وقعت بينهم وبين قوات الأمن، بخاصة في مدينة المعلا التي قتل فيها أربعة شبان، حيث أطلقت قوات الأمن النارعليهم أثناء مسيرة ليلية استمراراً لتظاهرة الجمعة. وخلت شوارع المدينة من الحركة أمس وامتنع الطلاب وموظفو الدولة من الذهاب إلى مدارسهم وأعمالهم خوفاً من تجدد المواجهات.

وفي مدينة المكلا بمحافظة حضرموت، اعتصم المئات من طلاب جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا أمام ديوان المحافظة مطالبين بإسقاط النظام، وانضم إليهم المئات من المدارس الثانوية في المدينة قبل أن يتجمعوا أمام مديرية أمن المديرية يطالبون بإطلاق سراح عدد ممن اعتقلوا الأربعاء الماضي .

وشمالاً وفي صعدة، اندلعت اشتباكات بين أبناء قبائل العبدين التابعة للنائب عثمان مجلي والموالية للسلطة وجماعة الحوثيين، حيث استخدمت الأسلحة الثقيلة. وقالت مصادرإن تجدد الاشتباكات أعلنت سقوط الهدنة التي تم التوصل إليها من قبل فريق قطري زار صعدة لوقف الاشتباكات بين الجانبين الأسبوع قبل الماضي.

كما أصيب 3 جنود بهجوم شنه الحوثيون على نقطة أمنية في الدائري بمركز محافظة صعدة. واتهمت جماعة الحوثي الجيش بإصابة امرأة وطفلة جراء إطلاق قذيفتي مدفعية على منطقة محضة الآهلة بالسكان مساء أول من أمس، إلا أن مصادر أمنية بصعدة نفت إطلاق أية قذائف من أي موقع سواء على محضة أو غيرها .

من جهة أخرى، رفض السفير اليمني في السعودية محمد الأحول الربط بين تأجيل مؤتمر المانحين (مجموعة أصدقاء اليمن) في الرياض والأوضاع السياسية في بلاده. وقال "تأجيل المؤتمر الذي ترعاه السعودية الذي كان مقررا عقده في فبرايرالحالي ليكون في 22 من مارس المقبل جاء بناء على طلب من الاتحاد الأوروبي وقبل أحداث تونس ومصر، فلا علاقة بين التأجيل والأوضاع السياسية التي تشهدها المنطقة".

وأشاد بالدور السعودي الذي نجح في الحصول على إجماع دولي لتحديد مستوى التحديات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية في اليمن وتحديد سبل مواجهتها بتعاون من المجتمع الدولي.