كشف المدير التنفيذي لمجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض الدكتور محمد القحطاني عن رقم يلامس سقف 124 حالة، لنسوة مدمنات راجعن عيادات المجمع طلبا للعلاج خلال العام الماضي، لافتا إلى أن بعضهن بدأن مرحلة تعاطي المخدرات بعد إجبار أو إغراء الأزواج لهن لمشاركتهم فيها.

وأشار القحطاني إلى أن الأسباب الدافعة لتعاطي المرأة للمخدرات لا تختلف عن الرجال، إلا أنه يرى أن إدمان المرأة يعتبر "وصمة اجتماعية" في المجتمع السعودي تحد من المتابعة والعلاج، كاشفاً عن أن نسبة النساء المدمنات خلال العام المنصرم لم ترتفع عن العام الذي سبقه قائلاً "النسبة ثابتة عند مستوى أقل من 1% من إجمالي الحالات التي راجعت المجمع، ذكورا وإناثا".

وأوضح القحطاني أن إدارته تعلم جيدا بأن إدمان النساء يتطلب مراعاة خصوصية العلاج، لذلك وضعت لهن خطط علاجية تضمن السرية التامة وتقديم خدمة متكاملة بجوانب نفسية واجتماعية ودينية. وأشار إلى أن المجمع خصص لهن أقساما خاصة ابتداء من الطوارئ ووصولاً إلى مراحل التأهيل العلاجي المتقدمة، إضافة إلى تقديم الاستشارات هاتفيا وإلكترونيا مراعاة لخصوصيتهن.

 




أكد المدير التنفيذي لمجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض الدكتور محمد بن مشعوف القحطاني أن إدمان المرأة يعتبر "وصمة اجتماعية" من وجهة نظر المجتمع السعودي وهو ما يحد من كشف العديد من الحالات و يعوق علاجها، كاشفاً عن ثبات نسبة أعداد النساء المدمنات خلال العام الماضي حيث بلغ عدد الحالات التي راجعت المجمع 124 حالة بواقع 1% من المراجعين للمجمع.

وأكد القحطاني في حديثه إلى "الوطن"، أن الأسرة "المضطربة" و"المفككة" تعتبران تربة خصبة جداً لإفراز وإيجاد أفراد يعانون من مشاكل نفسية واجتماعية تدفعهم للبحث عن متعة زائفة ومؤقتة، بالإضافة إلى غياب الرقابة الأسرية والمتابعة للأبناء والإفراط في التعامل معهم إما بالقسوة أو الإهمال أو التدليل الزائد.

وفيما يتعلق بمدى زيادة نسبة المدمنات خلال العام المنصرم مقارنة بالعام الذي قبله، أوضح القحطاني أن نسبة النساء المدمنات خلال العام المنصرم لم ترتفع عن العام الذي سبقه قائلاً "النسبة ثابتة عند مستوى أقل من 1% من إجمالي الحالات المنظورة بالمجمع للذكور والإناث".

وعن أعدادهم، أكد القحطاني أن عدد الملفات المفتوحة للمريضات بلغ 98 ملفاً، وأن إجمالي عدد الحالات التي راجعت المجمع خلال العام الماضي بلغ 124 حالة هي على النحو التالي الإسعاف والطوارئ 23 حالة، والعيادات الخارجية 77، وتم تنويم 24 مريضة فقط.

وحول آلية المجمع لتفادي العائق الاجتماعي للتقدم لطلب العلاج من قبل المدمنات، قال القحطاني إن المجتمع السعودي خاصة والمجتمع العربي عامة يتحفظ على الكثير من مشاكل المرأة وذلك لمكانتها الخاصة في مجتمعنا وحساسية وضعها الأكثر تأثيراً على الأسرة، وعندما تطال مشكلة المخدرات خصوصيتها تصبح أكثر حساسية لأن المخدرات بحد ذاتها غير مقبولة دينياً واجتماعياً، وتعتبر المخدرات "وصمة اجتماعية" تحد من كشفها الأسرة وبالتالي تعتبر هذه الوصمة عائقا للعلاج خوفا من كشف السرية.

وأوضح القحطاني أن إدارته تعلم جيدا أن إدمان النساء مشكلة لا بد من مراعاة خصوصية العلاج فيها أكثر من غيرها, لذلك وضعت الخطط العلاجية التي تضمن السرية التامة لهن وتقديم الخدمة العلاجية المتكاملة بجميع جوانبها "الطبية والنفسية والاجتماعية والدينية" في أقسام خاصة للنساء ابتداءً من الطوارئ ووصولاً إلى مراحل التأهيل العلاجي المتقدمة، وهذه الآلية تبدأ في استقبال كل الحالات النسائية في قسم الإسعاف والطوارئ "نساء" وبعد ذلك تقييم الحالة وتوجيهها لإكمال العلاج في أقسام التنويم أو العيادات الخارجية أو التأهيل، كما يتم استقبال الاستشارات الهاتفية والإلكترونية للحد من هذا العائق وتقديم التوعية والتثقيف الصحي للأسر.

وحول ماهية أنواع السموم التي تأتي في المرتبة الأولى بالنسبة للمرأة، رفض القحطاني تحديد أنواع المخدرات التي تتعاطاها النساء . وقال إن الأسباب الدافعة لتعاطي المرأة للمخدرات لا تختلف عن الرجال في المجتمع السعودي، مشيراً إلى وجود حالات بدأت مرحلة التعاطي نتيجة إجبار أو إغراء الزوج لها لمشاركته في التعاطي .

وذكر القحطاني أن المجمع يقوم على مبدأ العلاج وليس محاسبة الناس على ممارساتهم أو دوافعهم، وأنهم يعمدون على التركيز الكلي على الجانب العلاجي، وتطوير مهارات تنمية الذات، وتعزيز الثقة بالنفس لمواجهة المشكلة و التخلص من التعاطي.

ودعا القحطاني أرباب الأسر لزيادة التواصل مع الأبناء ومشاركتهم في أفكارهم وأحلامهم وإعطائهم الوقت الكافي والاستماع إليهم وتلمس احتياجاتهم وأن يكونوا ملاذا آمنا يلجأ إليه الأبناء عند الحاجة.