سالت بضع قطرات من العسل عندما عثر صياد على كمية منها في رحلة صيد في قرية، وعرضها على بائع في متجره، إلا أن النحل هاجم قطرات العسل والتهمها فهاجمتها بعض الطيور وقتلتها، ثم التهمت هرة البائع أحد الطيور بينما قتل كلب الصياد الهرة، مما أثار غضب البائع بفقدان هرته، فقتل كلب الصياد والذي بـدوره قتل البائع وهرب إلى قريته بينما قام أهالي قرية البائع بتعقب الصياد وتصفيته مع عائلته، والآن جاء دور أهالي الصياد للثأر.
هذه هي قصة الكتاب بشكل مختصر حيث راح الكاتب ينسج الحقيقة مع الخيال في مستنقع لبنان الذي وقعت فيه القوات الإسرائيلية في حربها الأخيرة عليها حين هزمت للمرة الأولى، إلا أن الكاتب يعود بنا إلى الحرب الأهلية في لبنان، وإلى عام 1982 وقرب نهايتها حين احتلت إسرائيل عاصمتها وسحقت القوات الفلسطينية في الجنوب وأخرجتها منه وما عانته خلال فترة وجودها في لبنان حيث الكل ضد الكل، ومات البريء والمذنب، فقد كانت حرب تعذيب ومجازر شارك فيها كل أطياف الشعب اللبناني والمحتلون حتى عام 2000 وانسحابها إلى الجنوب وفي غياب إسرائيل للمرة الأولى من العاصمة ظهر "أبطال" من الأحزاب الدينية والطائفية لفراغ واضح في السلطة.
يقول الكاتب "إن الحرب الطائفية في لبنان لم تكن عادلة لأن بعض أطرافها كانوا ضعفاء جدا، بينما الآخرون انتهزوا قوتهم لتصفية بعض القيادات من هؤلاء الضعفاء وتدخلت بعض الدول ودعمت القوى الظاهرة على الساحة.
ولم تلاحظ إسرائيل وقتها أن تلك القوى الجديدة موجهة ضدها مباشرة من أطراف إقليمية، وأنها قد صفت القوات التي كانت تعتقد أنها تشكل خطرا على أمنها ولكنها تركت وراء انسحابها قوة أكبر وبدأت تستعد لحرب تقوم بها أو بمساعدة قوى دولية صديقة لها، بينما كانت تتصاعد الاحتجاجات في الأراضي المحتلة ضدها وخاصة في غزة وتصاعدت حدة الكراهية للدولة اليهودية في العالم.
وقد جمع الكاتب مصادر عديدة خلال 3 سنوات ممن شاركوا في هذه الحرب من الطرف الإسرائيلي أو اللبناني ومن غزة التي كانت تضرب وتحاصر ومن بعض المخرجين السينمائيين، ومن الكتاب والباحثين وتخلى عن المصادر الغربية في كتابه لأنها كانت تدافع عن إسرائيل وأراد في كتابه إظهار حقيقة إسرائيل خاصة في مشاكلها مع جيرانها، وينتظر أن يكون الكتاب فيلما في المستقبل.
يقول الكاتب إنه لم يكن يهدف للسخرية أو الاستهتار بإسرائيل ولكن إظهار الحقائق في الشرق الأوسط بوجود دولة إسرائيلية تعتمد على أمنها وضبطه بقوة السلاح وينزلق الغرب معها في الحفاظ على أمنها ومتى تبدأ حرب ثانية وتعود إسرائيل للثأر من حزب الله ومن لبنان وحلفائها الإقليميين أو نشوب حرب أهلية تكون هي من خطط لها فما زالت صورها غير واضحة، وهذه هي القصة التي بدأ فيها الكاتب كتابه عن الصياد والبائع وما جرى لهما.