رصد مراقبون تحولا كبيرا في الخطاب الإعلامي الغربي تجاه المسلمين خلال الأسابيع الماضية، وذلك بعد أن شهد الغرب أن المسلمين ليسوا متخلفين.

ويتطلعون إلى الحرية والديموقراطية، وأنهم في أحلك أوقاتهم وثوراتهم الشعبية من أجل الديموقراطية، لم يرتكبوا أيا من أعمال العنف أو الإرهاب ضد بعضهم البعض أو ضد الأقليات الدينية الأخرى ببلدانهم على نحو ما أكدته ثورتا تونس، ومصر.

وتوقع خبراء الإعلام عبر آراء أطلقوها في وسائل الإعلام ببلجيكا وهولندا وأيضا فرنسا وبريطانيا، أن الأصوات اليمينية المعادية للإسلام، والتي تتهم المسلمين بالتخلف وتطالب بتفريغ بلدان أوروبا منهم لخطرهم على الديموقراطية والثقافة الغربية، ستخفت وقد تنتهي تماما خلال السنوات المقبلة، وأن ذلك سيكون من أهم مكاسب المهاجرين المسلمين في دول الغرب، فإبان تلك الثورات لم يسمع الإعلام أحدا من أعداء الإسلام في دول الاتحاد الأوروبي أمثال جريت فيلدر، أو هانس يانسين وغيرهما.

فقد تم رصد اختفاء الانتقادات التي كان يوجهها ساسة وإعلاميون غربيون خاصة في بلدان أوروبا ضد الإسلام، والذين تبنوا خطابا متشددا ضد المسلمين منذ أحداث سبتمبر 2001، وذهب المراقبون إلى أن ثورات العرب المسلمين ضد التخلف والظلم والحكم الديكتاتوري المطلق، حررت المسلمين من اتهامات التخلف والبقاء في مؤخرة الركب الحضاري.

كما أن المخاوف الغربية من ظهور أنظمة توليتارية في البلدان العربية جراء هذه الثورات قد تبددت، إذ لم يشهد أحد في ميدان التحرير بمصر صورة لابن لادن في المظاهرات، بل ظهرت صور لشباب متحضر معاصر كوائل غنيم، رغم أن المسلمين يشكلون أكثر من 90% من تعداد سكان مصر.

وقال باحث علم الاجتماع الهولندي أندري فاديرلان: إن أحداث 11 سبتمبر لم يعد لها مكان الآن في أذهان الغرب، فصورة المسلم الإرهابي المتطرف المتخلف توارت، لتحل محلها صورة مسلم آخر متحضر يطالب بالديموقراطية في صورة سمحة وجميلة، ليس بالعنف، بل على النقيض، أظهرت الأحداث في الدول العربية أن الغرب الذي ينادي بالحرية والديموقراطية، هو الذي كان يساند الحكام والقادة الديكتاتوريين، ويمد سلطاتهم بالأسلحة القمعية للمواطنين لتثبيت كراسي الحكم، بالتالي تكشفت الحقائق والنقائض، فالغرب يرفع شعارات الحرية، ويمد المتسلطين بالأسلحة لقمع الحرية، والمسلمين المتهمين بالإرهاب والعنف يطالبون بالحرية وتقمعهم أسلحة قادمة من الغرب من أجل إسكات أصواتهم التي تنادي بالديموقراطية.

وتابع: أن أهم نتائج هذه الثورات هي إعادة الغرب النظر في تعامله مع الشعوب الإسلامية على أساس المعطيات الجديدة، ومع المهاجرين المسلمين لديها، هذه الثورات فتحت صفحة جديدة للعلاقات الجيدة بين الجانبين، فالمسلم بات الآن في أعين الغرب شخصية واعية متقدمة تستخدم أحدث التقنيات، ولا ترضى بالقهر والتخلف.