أعلنت مؤسسة "أيور إديوكيشين" للثقافة والفن بهولندا، عن إصدار قصة مصورة في شكل كوميدي عن حياة الفنان الهولندي العالمي فان جوخ، وذلك لأول مره، لتقديم حياة وكفاح هذا الفنان، كدروس مستفادة للشباب لتخطي المستحيل والاستمرار في العمل الجاد رغم الصعوبات حتى الوصول للمجد.
وقال مسؤول المؤسسة يان كراخت "إن الرسوم المصورة بالقصة أعدها الفنان الهولندي مارك فيرهاجين، وستصدر القصة في 3 مارس المقبل، في حجم متوسط يضم 48 صفحة باللغة الهولندية، على أن يتم لاحقا ترجمتها للغات أخرى.
وسيتم توزيعها على الشباب وطلاب المدارس.
وستقدم القصة حياة فان جوخ من خلال محاولة لتجريد شخصيته من المغالطات أو الاتهامات التي أحاطت بها، وتقديمه بصورة حقيقية من خلال مواقف إنسانية وأخرى كوميدية منذ لحظة ميلاده عام 1853، وحتى وفاته في 1890"، مشيرا إلى أن المؤسسة سبق أن قدمت لطلاب المدارس قصصا رائعة من حياة مشاهير مثل ميشل دي رويتر القبطان البحري صاحب أكبر مغامرات بحرية مع القرصنة، ويستخدم هذه القصة أكثر من 600 مدرسة في هولندا.
وتحفل حياة جوخ بالكثير من المواقف الصعبة والتحديات التي يمكن أن تواجه أي إنسان طفلا أو شابا، ففي طفولته أصيب بصدمة أنه طفل بديل، حيث توفى أخ له كان يحمل ذات اسمه، وعندما ولد هو، انتقل إليه اسم الأخ الميت ليعيش به طوال عمره، فلم يكن له اسم خاص، وعاش فترة الطفولة بمدينة زندرت الهولندية حياة متدينة، فوالده قس يدعى تيودورس فان جوخ، بينما ارتبط بالفن من خلال أعمامه الرسامين.
وبدأ حياته العملية كمبشر ديني لعمال مناجم الفحم في بوريناج ببلجيكا.
ولتعاطفه مع عمال الفحم وزهده في الحياة، تم طرده من عمله، وكان متأثرا في فترة عمله الدينية بالعديد من الفنانين وعلى رأسهم الفرنسي جولز بريتون.
حتى إنه سار إليه مشيا على الأقدام أكثر من 70 كيلو مترا ليراه ويحادثه، ولكنه خجل أن يدق باب الرسام، وعاد من حيث أتى ليواصل حياة الفقر في بلجيكا.
وسار بخطوات متعثرة نحو الفن بتشجيع ودعم مالي من أخيه ثيو.
ولم تشتهر لوحاته إلا في بداية عام 1885 في رسومات زيتية للفلاحين، بعد أن عاش سنوات قبلها في صدمات إنسانية وعاطفية رهيبة، غير أن الشهرة الحقيقية للوحاته جاءت بعد وفاته حيث بيعت بالملايين من العملات.