أكد عدد من رؤساء الأندية الأدبية في المملكة أن الدعم السخي الذي حظيت به الأندية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والمقدر بـ10 ملايين ريال لكل نادٍ، جاء ليحقق آمال المثقفين في المملكة، مشيرين إلى أنه سيكون عوناً لتنفيذ المشاريع والبرامج، وأنه سيسهم في العمل على تحقيق الرسالة التنويرية والثقافية.

نشر الإبداع

رئيس نادي المدينة الأدبي الدكتور عبدالله عسيلان قال "إن المثقفين كانوا يترقبون هذا الدعم الجليل، وقد جاء فعلاً في الوقت الذي تحتاج فيه الأندية إلى ما يمكّنها من أداء الدور المنوط بها، وبهذا الدعم السخي يمكن للأندية أن تقوم ببرامجها، وأن تطورها وتوسع أنشطتها لكي لا تكون مقتصرة فقط على نطاق المدينة المنورة، بل كي تشمل المحافظات التابعة لها".

وأشار عسيلان إلى أن هذا الدعم سوف يمكن الأندية من طباعة ما لديها من كتب وسوف يساعد على نشر ما يقدم إليها من نتاج أدبي للمثقفين في المدينة المنورة، مؤكداً أن من شأن هذا الدعم أن يفي بمتطلبات المشاريع المتعثرة خصوصاً، وسيمكن الأندية الأدبية من القيام بالدور المنوط بها في مسيرة الثقافة والأدب وتحقيق ما تتطلع إليه من أنشطة تحيي المشهد الثقافي وتسهم في نشر الإبداع.

لجان ثقافية

أما رئيس نادي جدة الأدبي الدكتور عبدالمحسن القحطاني فأكد أن الدعم يعتبر قفزة كبيرة في تطوير وتقدم العمل الثقافي، مذكراً بأن هناك أندية أدبية لا تمتلك مقرات لها أو صالات محاضرات خاصة بها، ومن ثم يأتي هذا الدعم الملكي ليحل لها مشكلات كثيرة كانت تواجهها، مشيراً إلى أنه بالنسبة لنادي جدة الأدبي فإن مبناه قائم على أحدث طراز، وقال: نحن نقترب من الانتهاء من بناء صالة للمحاضرات تتسع لألف شخص مع مكاتبها ومرافقها وهي تبرع من آل الشربتلي، فنادي جدة مكتمل في بنائه، لذلك سنستثمر العشرة ملايين ريال في تأسيس لجان ثقافية في المحافظات التابعة لجدة، وتفعيلها، كما يمكن أن نزيد عدد المطبوعات والأنشطة السنوية.

وأضاف القحطاني أن هذا المبلغ الكبير نسبياً سيحمل النادي مسؤولية التواصل مع جميع شرائح المجتمع وتقديم خدمات ثقافية متنوعة على أوسع مستوى، كما يمكننا من زيادة عدد الموظفين بالنادي، ونحن بحاجة فعلية إلى ذلك، كما أن المباني الجديدة والقديمة تحتاج إلى صيانة مستمرة وسوف يسعفنا هذا المبلغ في صيانتها بشكل كامل ومستمر.

لقاءات ومهرجانات

رئيس أدبي تبوك الدكتور مسعد العطوي رأى أن هذا الدعم للأندية الأدبية سيكون بمثابة قفزة رائدة في شتى المجالات، وأنه سيسهم في تشجيع الكتاب والأدباء والمفكرين لبذل المزيد من العطاء، مضيفاً أن أدبي تبوك سوف يعمل جاهداً للاستفادة من هذا الدعم السخي من خلال إقامة اللقاءات والمهرجانات الثقافية وزيادة نتاج التأليف والبحث واستقطاب ذوي المواهب من الشباب أكثر من ذي قبل، ووضع خطط وبرامج تسهم بشكل فعال في عملية الحراك الأدبي والفكري في المنطقة، وذلك من خلال ما سيقره مجلس إدارة النادي في الاجتماعات المستقبلية.

تأصيل المواطنة

وأوضح رئيس النادي الأدبي بأبها أنور خليل أن مواقف خادم الحرمين الشريفين مع الأندية ودعمه واهتمامه بها ليس مستغرباً، مؤكدا أن أدبي أبها سيسعى من خلال هذا الدعم إلى النهوض بالمستوى الثقافي والفكري ودعم حركة النشر والتأليف، وتبني مشاريع ثقافية كبرى تخدم المجتمع، وترتقي بمستوى الفكر، وتهدف لتأصيل المواطنة، سواء من خلال البرامج المعتادة للنادي، أو بتوسيع رقعة المشاركة في المحافظات، وتبني المواهب الواعدة، وتطوير آلية العمل الثقافي بما يتناسب وحجم المسؤولية الملقاة على النادي.

تعزيز الهوية

أما رئيس نادي الشرقية الأدبي محمد بودي فرأى أن هذا الدعم المالي المهم "يؤكد الدور الحقيقي لهذه المؤسسات في الوقت الراهن، كونها رائدة في بلورة البعد الفكري واحتواء كل التوجهات الثقافية للنهوض بالمعطى الثقافي والوصول به إلى طريق تلتقي من خلاله كل الأصوات الراسخة في أفق الإبداع بغية اتحاد في الكلمة والهدف والمصير".

وأضاف بودي أن أدبي الشرقية سيسابق الزمن للمراهنة على صنع هوية ثقافية ذاتية، واستغلال الفضاء الثقافي والهامش الفكري في المنطقة لصالح تحقيق إنجازات، وسيسعى لتحقيق جملة التوصيات التي خرج بها المجلس أثناء اجتماعاته الماضية، كما سيعين هذا الدعم عمل اللجان لرفع مسيرة النادي في مناشطه المنبرية والثقافية، ملمحاً إلى أن فريق العمل في النادي سيضع تصوراً لتنمية النادي مالياً والإسراع بالانتقال لمبنى المكتبة العامة في مدينة الدمام، حيث سيكون المقر القادم للفعاليات.

وأكد بودي أن هناك خطة عملية سيعمد النادي إلى تحقيقها في مقبل الأيام، تهدف إلى تواصل مسيرة الزملاء السابقين على مستوى المشاريع الثقافية الكبرى التي يقوم بها النادي، وكذلك النشاط المنبري والمطبوعات أو حتى على مستوى مجلة دارين الدورية وما تطرحه من موضوعات متعددة ومتنوعة، والمسارعة في تنفيذ مشروع الترجمة، وإعانة اللجنة النسائية التي تقوم عبر منتداها بمهمتها نحو احتواء المثقفات ودعم إنتاجهن الثقافي وفتح المجال أمام طموحاتهن.

العبور بالثقافة

وذهب رئيس نادي جازان الأدبي أحمد الحربي إلى أن مثل هذا الدعم الكبير الذي حظيت به الأندية الأدبية سيدفع بثقافة المملكة للأفضل، وسيكون وسيلة فاعلة لإيصال الثقافة السعودية والعبور بها إلى خارج الحدود، مشيراً إلى أن النادي بصدد التفكير في استغلال الدعم بالشكل الأمثل، ووضع الرؤى الأنسب لاستثماره.

مقرات خاصة

من جهته، قال رئيس نادي نجران الأدبي صالح آل مريح "إن هذا الدعم الملكي للأندية الأدبية سيكون رافداً مهماً لدعم الأنشطة الأدبية، وخصوصاً تلك الأنشطة النوعية المخطط لها من قبل مجالس إدارات الأندية، والتي وقف العائق المادي في سبيل تحقيقها، كالمؤتمرات والملتقيات، إضافة إلى النشاط الطباعي المميز، وأضاف: الجميع يعرف أن معظم الأندية الأدبية لا تملك مقرات دائمة، ولا شك أن هذا الدعم سيكون الرافد الأول للبدء في إنشاء مقرات خاصة بالأندية الأدبية على أن تكون مجهزة تجهيزاً حديثاً يساعدها على تنفيذ جميع الأنشطة التي تتواكب مع طموحات المبدعين من الجنسين،

مؤكداً أن هذا الدعم سيكون له أثر واضح على كافة أوجه الثقافة في المملكة.

نقلة نوعية

وذهب رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي بحائل عبدالسلام الحميد إلى أن هذا الدعم يجعل المثقفين على يقين تام من أن الفرصة مواتية لإحداث نقلة نوعية وكمية شاملة في الأندية الأدبية، وفي كل ما يقدم النادي الأدبي من برامج وفعاليات وأنشطة، وستصبح الفرصة أكبر مما كان لأن يقدم النادي مزيداً من الدعم والرعاية لكل مثقف ومبدع وشاب راغب في الانخراط في الفعل الثقافي، ولعل أيسر ما يمكن الحديث عنه هو جانب الإصدارات والنشر، حيث سيتيح الدعم المالي للنادي الأدبي فرصة أكبر لدعم المؤلفين وأصحاب الإنتاج من أبناء الوطن بصورة أكبر مما كان، وكذلك في دعمه للمواهب الشابة وتنظيم الفعاليات والمعارض والدورات التدريبية والمسابقات الثقافية والأدبية واستقطاب الرموز والقامات الثقافية لإثراء الحركة الأدبية والثقافية في المنطقة، مشيراً إلى أن الجانب الذي لا يمكن إغفاله هو أن النادي الأدبي أصبح مطالباً أكثر من ذي قبل بأن يكثف ويفعل دوره ويصبح أكثر قرباً من المثقفين والفعل الثقافي في المنطقة، ويكون محتضناً لكل مثقف، ومحفزاً لكل مبدع، ويسهم في رقي الفكر واستيعاب أطياف المجتمع.

أبنية جديدة

وأكد رئيس نادي الرياض الأدبي الدكتور عبدالله الوشمي "أن المبلغ سيخصص لمبنى يليق بالنادي وبالمثقفين في العاصمة"، مشيراً إلى أنه يجب أن تكون مقرات الأندية على مستوى يليق بالمثقف والأديب.

وأضاف الوشمي أن الهيئة العليا لأمانة مدينة الرياض منحت النادي أرضا قبل 15 عاماً، والنادي سيشكل لجنة عليا لمتابعة الأرض الممنوحة للنادي وعمل تصميم للمبنى بأسرع وقت حتى يبدأ العمل فيه بالتنسيق مع أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، والهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض.

بينما أكد رئيس النادي الأدبي بالجوف إبراهيم الحميد أنه سيستثمر كامل المبلغ في إنشاء مبنى جديد للنادي.