أبدى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران الدكتور عبدالرحمن العصيل تحفظه الشديد على إهمال السعوديين المشاركة والعضوية في مؤتمرات "استشراف المستقبل"، التي تقيمها الجمعية العالمية للاستشراف المستقبلي بشكل سنوي في المدن والولايات الأميركية، موضحاً أنه السعودي الوحيد الذي يحضر هذه المؤتمرات من بين أكثر من أربعة آلاف عضو مشارك يمثلون مختلف دول العالم، لافتاًً إلى أن العرب المشاركين في هذه المؤتمرات خمسة أعضاء فقط، متسائلاً "لماذا نحن غائبون؟ ألا يهمنا كعرب الحضور والمشاركة في مثل هذه المؤتمرات التي تناقش الاستشراف المستقبلي بكل شفافية؟".
وأشار العصيل في معرض محاضرته بعنوان "مأساة الأمة .. متى بدأت؟"، مساء أول من أمس، في ندوة آل الشيخ مبارك في مدينة الهفوف، وأدارها الأديب الدكتور عبدالمجيد آل الشيخ مبارك، بحضور مجموعة من الأدباء والمثقفين، إلى أن الأمة العربية لا تفكر ولا تتدبر إلا بعد فوات الأوان، مستشهداً في هذا الصدد بمقولة أعجبته للسلطان العثماني عبدالحميد، عندما قال "لو استقبلت من أمري ما استدبرت لسلحت أهل فلسطين والبوسنة".
وأبان أن مستشرف المستقبل هول كيندي، أهمل الأمة العربية، عندما كتب كتابه عن القرن الحادي والعشرين، عندما تحدث عن جميع دول العالم، بالرغم من اتساع رقعة مساحة الأمة العربية التي تمتد من الخليج العربي إلى المحيط وعدد سكانها في تلك الفترة الزمنية يبلغ قرابة 300 مليون نسمة، وعندما سئل هذا المستشرف عن سبب إهمال الأمة العربية في كتابه، أجاب برد مؤلم "لم أهمل الأمة العربية، لكن أخطر القرون هو القرن العشرين والأمة العربية لم تدخل القرن العشرين، وبقيت في القرن التاسع عشر، ولا يمكن القفز من القرن التاسع عشر إلى القرن الحادي والعشرين. وتساءل المحاضر "هل الأمة العربية بالفعل لم تدخل حتى الآن القرن الحادي والعشرين وما زالت تعيش خارج العصر؟".
وتطرق خلال محاضرته إلى الاحتلال الصهيوني لدولة فلسطين، وذلك من خلال العمل على تطبيق الصهاينة للقرارات بشكل عاجل، وعلى عكسه في الأمة العربية فجميع قراراتها مؤجلة، مبيناً أن الإسرائيليين وضعوا مخطط الدولة التي سيحتلونها قبل 50 عاماً من قيام دولتهم عندما رسموا ذلك المخطط على علم إسرائيل.