أعطى الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أوامره لحماية المتظاهرين في الشوارع، سواء أولئك المطالبين بإسقاط نظامه أو المؤيدين لاستمراره، وذلك بعد ساعات قليلة من مقتل اثنين وجرح عشرين آخرين من المتظاهرين أمام ساحة جامعة صنعاء من قبل أنصار حزب المؤتمر الشعبي العام وتشكيل لجنة تحقيق لكشف ملابسات الحادثة التي رفعت منسوب الاحتقان في الشارع اليمني.
جاء ذلك في وقت عزز فيه المطالبون بإسقاط النظام من حضورهم في معظم مناطق البلاد، حيث احتشد عشرات الآلاف في ساحات الحرية في كل من العاصمة صنعاء، تعز، عدن، إب والحديدة مطالبين برحيل النظام، ومنحت استقالة عدد من نواب البرلمان من الحزب الحاكم احتجاجا على طريقة إدارة الأزمة في البلاد، دفعة جديدة للمتظاهرين الذين رأوا في ذلك بداية لتفكك الحزب الحاكم.
وكان نائب عن حزب التجمع اليمني للإصلاح المعارض قد أعلن استقالته من مجلس النواب وانضمامه إلى شباب الثورة في ساحة التغيير. مؤكدا أن استقالته من المجلس تأتي بسبب فشل البرلمان في تقديم أي عمل إيجابي للشعب، وأوضح فؤاد دحابة، وهو أول عضو من المعارضة ينسحب من مجلس النواب "أن المجلس يعتبر أحد أسباب تفاقم الأوضاع الذي وصلت إليه البلاد، بل إن المجلس الآن قد حله الشعب الذي يطالب بإسقاط النظام، والبرلمان يمثل الشعب".
وانضم ما يقرب من 5000 شاب من محافظة إب إلى مخيمات الشباب المعتصمين والمطالبين برحيل النظام.
وفي محافظة الحديدة أقدمت قوات الأمن على رفع خيم الشباب المناوئين للنظام التي أقيمت في حديقة الشعب وسط المدينة، في حين لا يزال المعتصمون مستمرين في تجمهرهم من دون أية مصادمات بين الجانبين، كما أقام المئات من شباب مدينة المكلا بمحافظة حضرموت خيمة اعتصام أمام جولة الدلة، طالبوا من خلاله برحيل صالح، ورفعوا شعارات ورددوا هتافات تطالب بإسقاط النظام.
من جهة ثانية شهدت "ساحة الحرية" بمحافظة تعز مساء الأربعاء حفل زفاف لشابين من المحتجين بمشاركة عشرات الآلاف من المطالبين بإسقاط النظام، حيث اختار الشقيقان أنس وأسامة علي هذه المناسبة لإعلان زواجهما الممزوجة بهتافات تنادي بإسقاط النظام ورحيل علي عبدالله صالح من الحكم.
في محافظة أبين قتل شخص وأصيب أربعة بانفجار عبوة ناسفة ظهر أمس في مدينة لودر بعد دقائق من تفرق حشد كبير من المواطنين كانوا يشاركون في مهرجان احتجاجي للحراك الجنوبي، وبحسب مصادر محلية فإن العبوة الناسفة انفجرت على مقربة من منصة مهرجان أقامته قوى الحراك إحياءً لما بات يعرف بيوم المعتقل الجنوبي الذي يقام كل خميس من كل أسبوع.
وخرج الآلاف من أنصار الحراك في كل من الضالع ولحج وشبوه لإحياء يوم الأسير، وذكرت مصادر مقربة من الحراك أن المتظاهرين خرجوا للمطالبة بالانفصال وفك الارتباط عن دولة الوحدة ورفعوا صور نائب الرئيس السابق علي سالم البيض.
من جهة أخرى، ذكر مسؤول محلي في بلدة المحفد في محافظة شبوة أن عناصر من تنظيم القاعدة شنوا ليل الأربعاء الخميس هجوما على مقر حكومي، مما أدى إلى إصابة خمسة أشخاص بينهم جنديان بجروح.