الشخصية الحقيقية لباراك أوباما وجدت اهتماما وتعاطفا كبيرا قبل ثلاث سنوات.. تفاءل بنو يعرب بأنه سيغيّر من صورة أمريكا السوداء في العالم.. فهو رجل مسالم ينبذ العنف ويكره الحروب.. بعضهم فرح كثيرا بفوزه برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.. ليس حباً في زيد ولكن كرهاً في عمرو!

بالغ الكثيرون في الفرح بقدوم الرئيس الجديد حينها، أذكر أن أحدهم ـ لكثرة ما قيل عنه من مدائح في منتديات ومواقع الإنترنت ـ كتب ساخراً: "هو يدخّن"؟!

منتصف عام 2009 أجري استطلاع للرأي بجامعة ميرلاند بالتعاون مع إحدى الجهات المتخصصة، في ست دول عربية، هي: المملكة ومصر والأردن ولبنان والمغرب والإمارات.. حول شخصية أوباما.. فكانت النتيجة: 45% لديهم رؤية إيجابية عن "أوباما".. 28% لديهم رؤية محايدة عنه.. في مقابل 24% لديهم رؤية سلبية!

وفي المملكة ـ وهذا المهم ـ وصلت نسبة التأييد لأوباما إلى 79%.. بينما هناك 14% فقط لديهم رؤية سلبية!

لاشك أننا شعوب عاطفية دوغمائية.. ولن نتعلم من أخطائنا أبداً، وستأتي الكثير من الزعامات التي تأسرنا.. ونركض خلفها.. قبل أن نقع على صورتها الحقيقية في منتصف الطريق.

خلال الفترة الماضية عاد أوباما لمنطقة الخليج العربي بشكل مختلف تماماً.. عاد بشخصية مغايرة.. بشخصية لطيفة.. من خلال موقع تويتر.. استطاع أن يكسب شعبية تضاهي شعبية أوباما الحقيقية.. يتواجد أوباما العربي على مدار الساعة.. مُلم بكل صغيرة وكبيرة.. يتحدث ويفهم جميع اللهجات المحلية.. يطرح أسئلة غريبة، ويجيب على أسئلة أخرى بطريقة أشد سخرية وغرابة.. يمتلك روحا ساخرة محببة.. يقحمك في تفاصيل ليس لك علاقة بها.. استطاع أن يكسب عشرات الآلاف من المحبين والمتابعين.. الأمر محيّر فعلاً.. كيف يتابع الناس ويناقشون ويجادلون شخصية يعلمون أنها غير حقيقية؟ ـ الأمر بحاجة للتأمل!

سألني أحد الأصدقاء من هو أوباما العربي.. قلت له: ربما هو مجموعة أشخاص يتناوبون المهمة.. قال: ماذا تقصد؟ قلت: اسأل "بتال القوس"!