لم أعتد أن أكيل جمل المديح لأي شخص يوضع في منصب ويعمل بنجاح لأنه لم يوضع إلا ليعمل وهو أقل شيء يقدمه، لكني اليوم أجدني مضطراً للحديث عن قصة نجاح هيئة دوري المحترفين السعودية التي تأسست عام 2008 بعد أن شاهدت عدداً ممن يحاولون التقليل من نجاحها الذي أوصل دورينا إلى الـ3 آسيوياً، ومن أفضل 20 دورياً في العالم وهذا المقياس الحقيقي للنجاح. ما نشاهده من تسابق الشركات على رعاية الدوري والحكام والأندية، وكذلك التنظيم الذي يسبق ويعقب المباريات، وما يحظى به المشجع في الملاعب، إضافة إلى تطوير الأندية وحمايتها كعلامات تجارية، كلها علامات نجاح.

حتى على الصعيد الإعلامي وفرت الهيئة المؤتمرات الصحفية قبل وبعد المباريات ونظمت اللقاءات الصحفية واستطاعت أن ترتقي قليلاً بالخطاب الإعلامي.

هذه النجاحات التي لم ترق للبعض لشخصنة الأمور جعلت الاتحاد الدولي "فيفا" ينصفها ويختار هذه التجربة الناجحة لعرضها على عدد من اتحادات غرب آسيا وذلك ضمن برنامجه لتطوير الاتحادات والمسابقات الكروية في المنطقة.

لا أمجِّد هيئة الدوري، وأعرف أنه ينتظرها كثير من العمل، لكن لا بد من إنصافها لما تبذله من تطوير، خصوصاً أن الدوري السعودي يحظى بمتابعة وشغف جماهيري كبيرين.

اعتدت أن أختم مقالتي دائماً بسؤال لمن يخصه المقال، واليوم أوجه سؤالي لمن يريد أن يقلل من عمل الهيئة أو يريد أن يسقطها لحاجة في نفس يعقوب.. هل كنت تتوقع أن تجلس على كرسي في ملاعبنا أو تشتري تذكرتك من منزلك أو حتى تأكل وجبة صحية أو حتى تجد إحصاءات دقيقة عن ناديك؟

للتذكير كنا نمني النفس أن نجد في الأسواق طقماً لفريقنا المفضل أو حتى "كاب" أو كوب شاي يحمل شعاره.. اليوم كل ما نتمناه تحقق حتى وصل الأمر إلى أنه يمكن أن يصلك طلبك على صندوق بريدك.