يعقد مجلس الامن الدولي اجتماعا الثلاثاء 2011/2/22 لبحث القمع الدموي للتظاهرات الجارية في ليبيا بعدما حض الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الزعيم الليبي معمر القذافي على وقف العنف في اتصال اجراه معه.

ويعقد الاجتماع الذي حدد موعده في الساعة 14,00 تغ، بعدما ندد العديد من الدبلوماسيين الليبيين بمحاولات النظام للقضاء على التظاهرات، فيما وردت تقارير صحافية تفيد عن تعرض المدنيين لقصف بواسطة الطائرات الحربية والمروحيات.

وقال بان كي مون الاثنين انه اجرى اتصالا هاتفيا مع القذافي (68 عاما) استمر اربعين دقيقه حضه فيه على ضبط النفس.

وقال "لقد حثثته على احترام حقوق الانسان وحرية التجمع والتعبير بشكل تام" موضحا انه تحدث مع العقيد القذافي لمدة 40 دقيقة.

واضاف "دعوته بالحاح ايضا على وقف العنف ضد المتظاهرين، وشددت بشكل قوي على اهمية احترام حقوق الانسان للمتظاهرين".

ويعقد الاجتماع بطلب من نائب السفير الليبي في الامم المتحدة ابراهيم الدباشي الذي سحب دعمه للقذافي مثل العديد من كبار الدبلوماسيين الاخرين سواء في الامم المتحدة او في هيئات وسفارات اخرى في العالم.

واعرب بان كي مون لمجموعة من الصحافيين تحدث اليهم في لوس انجليس بعيد اصدار اعلانه، عن "صدمته" حيال ورود انباء تفيد بان قوات الامن الليبية اطلقت النار على المتظاهرين من طائرات حربية ومروحيات.

وقال المتحدث باسم الامم المتحدة مارتن نسيرسكي ان "مثل هذه الهجمات على المدنيين ستشكل في حال تاكدت انتهاكا خطيرا للقانون الانساني الدولي وسيندد بها الامين العام باشد العبارات".

وتابع البيان ان بان كي مون "يدعو مرة جديدة الى وقف العنف فورا" مشيرا الى انه اجرى اتصالات مع الدول الكبرى بشان الازمة الليبية.

ودعا الامين العام في حديثه مع القذافي الحاكم منذ العام 1969 الى وقف العنف "فورا" وبدء حوار موسع معه المعارضة.

وحض عدد من الدبلوماسيين الليبيين في الامم المتحدة وعلى رأسهم الدباشي الاثنين الجيش الليبي على الاطاحة بالقذافي الذين وصفوه بانه "طاغية" واتهموه بارتكاب "ابادة" بحق شعبه.

واتهموا القذافي ايضا باستقدام مرتزقة من دول افريقية اخرى لقمع المتظاهرين وحذروا من حصول "مجزرة غير مسبوقة" بعد القمع الدموي الذي جرى الاثنين مطالبين باغلاق المجال الجوي الليبي.

ويبدو ان الاحتجاجات في ليبيا هي الاكثر دموية بين موجة التظاهرات الشعبية التي تجتاح الشرق الاوسط وشمال افريقيا والتي تسببت حتى الان بسقوط الرئيسين التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك، في ظل تقديرات لمجموعات حقوقية دولية تفيد عن سقوط حوالى 400 قتيل في هذا البلد.

كذلك نددت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بالعنف ودعت الى وقف "اراقة الدماء غير المقبولة" على الفور.

وقال مسؤول في الادارة الاميركية ان الرئيس باراك اوباما يتابع الاحداث في ليبيا و"يدرس كل الاجراءات الملائمة".

وقطعت السفارة الليبية في استراليا الثلاثاء ارتباطها مع القذافي احتجاجا على القمع الدموي للتظاهرات، على ما افادت صحيفة ذي استراليان.

وقال الملحق الثقافي في السفارة عمران ذويد للصحيفة "اننا نمثل الشعب الليبي ولم نعد نمثل النظام الليبي"، فيما افادت الصحيفة ان السفير الليبي في كانبيرا مصباح اللافي التقى صباح الثلاثاء ممثلين عن الحكومة الاسترالية.

وفي الهند صرح السفير الليبي علي الزاوي انه قدم استقالته الاثنين "احتجاجا على استخدام العنف ضد مواطنيه"، منددا بصورة خاصة بقصف المتظاهرين بواسطة سلاح الجو.

كذلك ندد موظفو السفارة الليبية في ماليزيا الثلاثاء ب"المجزرة" التي ترتكب بحق مدنيين في بلادهم وسحبوا دعمهم للزعيم الليبي معمر القذافي وقال السفير بوبكر منصوري لفرانس برس "لم يعد ولاؤنا له (القذافي) بل للشعب الليبي"، فيما كان حوالى 200 ليبي يتظاهرون امام السفارة في كوالالمبور.

وفي الصين استقال دبلوماسي ليبي داعيا جميع العاملين في السلك الدبلوماسي الليبي للقيام بالخطوة ذاتها، وفق ما نقلت قناة الجزيرة الفضائية القطرية.

وحض دبلوماسيون في الامم المتحدة الجيش الليبي على اطاحة القذافي الذي وصفوه بانه "طاغية" واتهموه بارتكاب "ابادة" بحق شعبه.

واعلن المندوب الليبي الدائم لدى الجامعة العربية عبد المنعم الهوني في تصريح صحافي الاحد انه قدم استقالته من منصبه احتجاجا "على عمليات القمع والعنف ضد المتظاهرين" في ليبيا، مؤكدا "انضمامه الى الثورة".

واعلن ثلاثة موظفين غير دبلوماسيين في السفارة الليبية في ستوكهولم في رسالة الاثنين استقالتهم.