تحوّلت ثمار شجر السدر، إلى نشاط تجاري للباعة المتجوّلين في العاصمة هذه الأيام، وسط إقبال لافت على شراء هذا المحصول الموسمي الذي يستهوي بشكله وطعمه المميّز الزبائن، فيحرصون على تناوله كفاكهة موسميّة.

رصدت "الوطن" خلال جولتها في الرياض العديد من الباعة الذين يعرضون على الطرقات كميات كبيرة من هذه الثمرة التي تعرف محليّا بأسماء مختلفة منها "العبري" و"النبق" و"الدوم" و"الكنار"، وتباع بأسعار تتراوح بين 20 و30 ريالاً للكيلو الواحد.

وبحسب البائع محمد الحربي، فإن إنتاج هذه الثمرة يكون موسميّا في مثل هذه الأيام من كل عام، ولا يستمر محصولها أكثر من أربعة أسابيع، مضيفاً أن هناك أنواعاً متعددة أشهرها "عبري وادي الدواسر"، ويتميّز بصغر حجمه، وبلونه الأخضر الممزوج بحمرة، فيما تكون هناك أنواع أخرى تجلب من المنطقة الشرقية، ويكون أصل أشجارها مستورداً من الصين والهند، وتزرع في بعض المزارع، ولهما نوعان بلونين متقاربين هما "التفاحي" و"الأخضر المخلوط بحمرة" الذي يكون أصغر حجماً من النوع الأول، فيما يوجد النوع "البرّي" الذي يجلب من الأشجار المنتشرة في البراري والأودية، وحجمه صغير مقارب لحجم "الحمّص"، ولونه يكون عند اكتمال نضجه أحمر بالكامل، وطعمه حلو، بعكس الأنواع الأخرى التي تكون أحجامها كبيرة وطعمها مائلاً للحموضة.

ويؤكد البائع عبدالله الرشيدي أن "زراعة هذا المحصول لا تكون منظّمة، ولا توجد له مزارع خاصة به، لكن بعض أصحاب المزارع يزرعون كميات قليلة من شجر السدر في المواقع الخالية من مزارعهم، فينتج كميات كبيرة من الثمر، لكنه لا يستمر سوى أسابيع قليلة، وبذلك يكون محصولاً موسميّا، شأنه شأن فطر الكمأة "الفقع"، مشيراً إلى أنه يبيع الكيلو الواحد بسعر يتراوح بين 30 ريالاً للحجم الكبير، و20 ريالاً للصغير، ويستطيع كسب ما معدّله 700 ريال يوميا.

ويقول مشهور محمد أحد الزبائن الذين التقتهم "الوطن" وهو يصطحب طفليه للشراء من هذا المحصول "قادني الفضول لاكتشاف أنواع جديدة من هذا المحصول الذي يكون شكله جاذباً للأطفال الصغار الذين يعيشون في المدن، ولا يشاهدونه إلا نادراً"، مضيفاً أن مثل هذه المحاصيل تعتبر تراثية، وكانت قديماً مقتصرة على سكان القرى قبل أن تغزو المدن أخيراً، كمهنة تجارية مربحة للباعة المتجوّلين.