في الحقيقة والواقع، أن شاباً سعودياً يصرخ، وبدون أي سبب يصرخ أكثر. لكن الحقيقة الحقيقية أن هذا الشاب أصبح مذيعاً في القناة الأولى، فأصبح يصرخ على الهواء بدون سبب، ومن غير أن يأخذ إذن جبابرة اللغة الإنجليزية قام باختراع ثلاث كلمات مرادفة لـ YES وهي بالنطق العربي "يس" و"ياااااس" و "يييييس"، ويصرخ بها كل مرة يفوز بها أحد المتسابقين في برنامج "المكعب" على القناة الأولى.

المدون الشهير Saudi Jeans، الزميل أحمد العمران أشار إلى فيلم بعنوان "الصرخة" قام بمونتاجه المدون رائد السعيد، ويظهر فيه المذيع المشار إليه وهو يصرخ في كل جزء من أجزاء برنامج "المكعب" على القناة الأولى. لا يهمنا اسم المذيع، لكن تهمنا الثقافة التي اتضحت كثيراً في أكثر من مقطع حين أراد أن يتحدث هذا الصارخ لمدة نصف دقيقة فقط، فأنطقه الله وجاءه الإلهام ليقول بما نصه "أنا كنت حاس إنك كنت كل الثنتين كنت ذا...لكن إنت ماشاء الله ع ع عكست كل هذا الشيء"، نريد من مدربي المذيعين والمذيعات في برج التلفزيون ترجمة النص السابق، والذي يعكس الثقافة الضحلة لكثير من المذيعين الذين يتميزون بالصراخ، أو بقراءة النصوص الجاهزة ودفع الغالي والنفيس من أجل تثبيت الشماغ أطول فترة ممكنة.

الزميلان العمران والسعيد حينما كتب الأول عن إنتاج الثاني، إنما يعبران عن حالة سخط ساخر لكثير من المتابعين لهذا البرنامج، باستخفاف المذيع بالضيوف أو صراخه دون أي سبب. ومثله كثيرون، فبمجرد حضور مناسبة والحديث مع بعض – ونقول بعض – المذيعين، ستصطدم بواقع مؤلم يتمثل في الثقافة الضحلة لهؤلاء البعض، ولكن اللوم لا يقع بشكل مباشر عليهم، بل على من منحهم الضوء الأخضر بناءً على مظهر خارجي فقط، أو لسبب آخر جعله يدخل الحصن الإعلامي للقنوات الثماني.

هل تريدون أن تصرخوا فعلاً، اسألوا الأسئلة التالية: كم هي تكلفة البرنامج؟، كم هي قيمة الإعلانات التجارية التي تم توزيعها قبل أشهر في شوارع الرياض وجدة ومدن أخرى؟، وحين نعرف الإجابة سنصرخ في الوقت الذي سيبتسم المذيع صراخاً ويهدي لنا "هل رأى الحب صراخى مثلنا؟..".

http://www.youtube.com/watch?v=7PkOoYPZOgY