حذرت الباحثة والخبيرة الإيطالية في علم ترميم اللوحات الفنية فاليريا ميرليني، من أن عددا من لوحات الفنانين المعاصرين المعروضة بالمتاحف العالمية معرضة للتلف وأن الحل الوحيد للحفاظ عليها هو حفظها في أماكن خاصة بعيدا عن المتاحف. وقالت إن أضواء المتاحف والأشعة الناتجة عنها إضافة إلى الأجواء المحيطة بها تؤثر بشكل متواصل على التركيبة الكيميائية للوحات لتفقدها عددا من الخصوصيات تساهم في تغير اللون. وأضافت أن لوحات الفنان الهولندي فان جوخ المعروفة باسم "دوار الشمس" والتي رسمها ما بين 1888 و1889 تبقى خير دليل على التهديد الذي يحوم حول لوحات الفنانين المعاصرين بعد تأكيدها أن عددا من أجزائها أصبحت تظهر بها تغيرات كيميائية ستساهم في تشويهها وتغيير اللون فيها.
وأوضحت أن الأشعة ما فوق البنفسجية وغياب التكييف المناسب في المتاحف سيساهم في إتلاف لوحات فان جوخ ونهايتها إلى الأبد في حالة عدم اتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة وفي أسرع وقت ممكن. وتابعت: إن الخطوات المستعجلة للحفاظ على لوحات "دوار الشمس" هي إزالتها من المتاحف بعيدا عن الزوار لوضعها في مكان لا وجود فيه للأشعة المضرة مع توفير تكييف ودرجة حرارة مناسبين. وكشفت الباحثة الإيطالية أن سبب تعرض لوحات الفنانين المعاصرين للتلف أكثر من اللوحات القديمة الأخرى، يعود إلى استعمالهم مواد ليس لها القدرة على مقاومة الأشعة المضرة والتغيرات في درجات الحرارة والرطوبة. ولم تخف فاليريا ميرليني إعجابها بلوحات عصر النهضة وبتقنيات رسمها والأدوات والمواد التي استعملت فيها لتؤكد أن الفنانين السابقين أمثال دافينشي، جوتو، كرافادجو وغيرهم ليسوا فقط عباقرة في فن الرسم والتشكيل بل هم مبدعون لتقنيات ولمواد جعلت رسوماتهم تصمد لقرون أمام قوة الزمن والطبيعة.