قال المدير التنفيذي لحملة السكينة التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية الشيخ عبدالمنعم المشوح، إن الشخصية المتطرفة تتسم بالسلبية والتشاؤم ومليئة بالانتقام والحقد، مشيرا إلى أن أسباب التطرف متعددة منها أسباب أسرية واجتماعية واقتصادية، لافتا إلى أن نشر مبادئ الوسطية وروح الحوار واحترام الرأي الآخر هي طرق لفك شفرة التطرف وتكريس التسامح والمحافظة على القواعد الشرعية. وأكد المشوح، في لقائه أمس بطالبات جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن تحت عنوان "الشخصية المتوازنة"، أنه ضد تقسيم المجتمع إلى متدين وغير متدين، موضحا أننا بشر والجميع يخطئ والجميع لديه نقص في بعض الجوانب، وأن على الفتاة ألا تكون إمعة تنساق خلف أي تيار يستجد بمجتمعها.
وانصبت مداخلات الطالبات، في اللقاء الذي يُعد الأول من نوعه بالمملكة لتعزيز مبدأ الوسطية ونبذ التطرف والغلو، حول التطرف والتشدد في الدين وتجاربهن في هذا الشأن، وكان التركيز الأكبر حول مصطلحي "التدين" و"الالتزام"، حيث قالت إحداهن إن معلمتها كانت تنهاهن عن الذهاب إلى الملاهي، وتساءلت أخرى كيف نفرق بين النصح الديني والتطرف؟
وروت الطالبة شروق أن معلمتها بالمرحلة المتوسطة كانت تحثهن على عدم الذهاب إلى "الملاهي" لأنها تشغل عن ذكر الله الأمر الذي أوقعها في حيرة بين صحة وخطأ الترفيه في حد ذاته. وعقب المشوح على كلامها بقوله إن تصرف هذه المعلمة يُعد تطرفا وتشددا وفهما غير صحيح للدين، لأن الترفيه البريء لا شيء فيه، مشيرا في ذات الصدد إلى أن بعض المجتمعات تربت على فتاوى مناسبة في وقتها، لكن يجب حاليا فهم كيف يتربى الشخص على الأصول الدينية.
ورد المشوح على تساؤل طالبة حول معرفة ما إذا كان الشخص ناصحاً أم متطرفا عبر الحوار العادي بالمنتديات المنتشرة على الإنترنت، بقوله إن من سمات المتطرفين فكريا ومعتنقي الفكر الضال شق صفوف المجتمع والوقوف ضد الائتلاف والجماعة، مشيدا بالوقت ذاته برقي ووعي طالبات جامعة نورة لفهمهن لمعنى التطرف والفكر الضال ومحاولتهن للمعرفة الإيجابية للتوعية والتنوير.
فيما حرصت بعض الطالبات على معرفة كيفية الرد على الأشخاص المتشددين أو المتطرفين على مواقع الإنترنت لاسيما وأن الأغلبية من الطالبات يقضين معظم الوقت أمام تلك المواقع. وقدّم المشوح في بداية اللقاء تعريفاً بمعنى الشخصية المتوازنة، وسمات الشخصية الوسطية، وسمات الشخصية المتطرفة، ثم فتح باب الحوار مع الطالبات حول قضايا: التدين، الوسطية، التطرف، الانحراف، السلوكيات، الشخصية المتوازنة. ودعا إلى التسامح مع النفس ومع الآخرين وفتح الحوار الراقي المؤدب واحترام الفتوى الرسمية، وأن نحفظ لكبار العلماء هيبتهم ومكانتهم ونترك المهاترات الجانبية حول قضايا جزئية، فمهما كان لدينا من وجهات نظر يجب ألا تخرج عن حدود حسن الظن والاحترام، مشددا على أن الواجب وقت الفتن والأزمات، الحفاظ على الأصول الشرعية والجماعة والائتلاف.