التاريخ وأرقام الانتصارات المطلقة للمنتخب السعودي الكروي الأول أمام نظيره التايلاندي لن تكون شفيعة للكرة السعودية في أن تتقدم خطوة وتعتلي المرتبة الثانية في مجموعتها الرابعة بالتصفيات الآسيوية الحالية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014.
صحيح أن التاريخ يمنح الشخصية الاعتبارية لمنتخبنا؛ إلا أنه لن يكون شفيعاً لنا في تخطي تايلاند والوصول لمونديال السامبا.
الأرقام القياسية للمنتخب السعودي والبطولات القارية ووفرة النجوم وتوفر العقود لم تحسن مركزنا في التصنيف العالمي الشهري للمنتخبات الدولية، وهذا أبسط دليل على أن الأرقام لا تقف مع أصحابها.
اليوم سيكون المنتخب السعودي في امتحان عسير وهو يواجه تايلاند المتطور، والمواجهة بلا شك سترهق (بال) الهولندي ريكارد في كيفية فك الحصون الدفاعية وتدارك المرتدات التايلاندية، فيما سيكون هم مدرب الفريق الضيف، الألماني وينفر شايفر، قتل الوقت وإحباط السعوديين، ولاشك أن لذلك حساباته الدقيقة وهو (شغل مدربين).
لكن الأهم أن يقاتل لاعبو الأخضر وأن يلعبوا بروح الوطن التي اشتقنا لها في مجالنا الكروي، فالحضور الفني والبدني والتركيز الذهني دون(الروح) لا يعني شيئاً، فكم من المنتخبات أحرجت الكرة السعودية بسبب روح لاعبيها وتفانيهم.
لا نريد اليوم أن تفتح المدرجات السعودية على مصراعيها في النقد والقدح في العقود الاحترافية التي ينالها لاعبو الأخضر أسوة ببعض عقود اللاعبين في بعض الدول، وأن يعيدوا لنا نكبة الدوحة، فاللاعبون ـ رغم عتابي لهم في كيفية تعاطيهم مع الإعلام ـ بيدهم إسعاد الوطن ومواطنيه وبأيديهم إيقاظ الشارع الرياضي ورفع روحه المعنوية، وبانتصاراتهم سيغلقون كل أوجه النقد والانتقاد وحينها فقط سيقول الجميع" حلال عليكم عقودكم وملايينها".