وفقت في الحصول على بعثة دراسية في برنامج الملك عبدالله بن عبد العزيز لنيل درجة الماجستير في التقنية الحيوية، إلا أنني وجميع الطلاب المبتعثين صادفنا مصاعب دراسية ومالية، أصبح تحقيق هدف الابتعاث أمرا مستحيلا جدا، ودليل هذا أن جميع الطلاب في الدفعة الرابعة عادوا إلى الوطن، وغيروا وجهتهم الدراسية، ولم يتبق سوى طالب واحد مازال في دراسة اللغة، وقد تقدمت لوزارة التعليم العالي بطلب نقل من سنغافورة إلى أستراليا مستوفيا فيه كل الشروط والمسوغات، إلا أن الملحقية الثقافية بسنغافورة مازالت تصر على أهمية التزامي بإكمال دراستي في سنغافورة، رغم استحالة ذلك من ناحية عملية، ورغم حصولي على قبول دراسي من جامعة معترف وموصى بها، وغير موقوفة الدراسة فيها، وعضو مجموعة الثماني ضمن الجامعات المتميزة في أستراليا، وبنفس التخصص، وبنفس الفترة الدراسية المقررة في قرار الابتعاث، وفي بيئة دراسية أكثر مناسبة، وطيلة مراسلات مع الوزارة امتدت لأكثر من أربعة أشهر دون فائدة، استهلكت فيها جهدا بدنيا ونفسيا وماليا، فمكاتب الوزارة المعنية باستقبال معاملات الطالب يبدو أنها لا تجيد استقبال المعاملات عبر البريد الإلكتروني، ولا يروق لها أن تستقبله عبر الفاكس، أو ترد على استفسارات الطلاب على الهاتف، وعلى الطالب الذي يريد متابعة معاملته إرسالها عبر البريد الممتاز وتوظيف أحد أقاربه المقيمين في الرياض لمتابعتها، أو باختصار حزم حقائب السفر، والمكوث أمام مكاتب المسؤولين، وعرض المعاملة ومتابعتها بصفة شخصية وبشكل يومي، في صورة واضحة تعكس بيروقراطية إدارية وتعاملا إداريا غير مهني لا يتماشى مع ما يوليه قادة هذه البلاد من اهتمام بكل ما من شأنه تنمية الوطن والمواطن.
محمد سلمان مرعي (جازان)