كشف مدير عام الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة عبد الله آل طاوي لـ "الوطن" أنه أصدر قرارا عاجلا بتقديم الخدمة العاجلة للأربطة والدور الإيوائية، وتوكيل جمعية الإحسان برعاية الدور الإيوائية وإغاثة المسنين فيها بتقديم الخدمة اللازمة والطبية، وكذلك تكليف مشرف اجتماعي ومسؤول من الشؤون الاجتماعية لكتابة تقارير عاجلة حول أحوال الأربطة الخيرية في المنطقة، تمهيدا لرفعها لمحافظ جدة.

ونفذ أمس كل من عمدة حي البغدادية فواز سلامة، وعمدة حارة اليمن والشام عبد الصمد محمد، ومدير جمعية الإحسان أمين قاري، ومشرفة لجنة مركز صحي البلد الدكتورة أماني عطية، والمشرف الاجتماعي للشؤون الاجتماعية أحمد يحي، جولة على الأربطة كشفت عن وجود حالات مسنات يعانين العوز والفقر وضعف البنية، ويتزودن مياه الشرب من الخزانات التي امتلأت بالفطريات.

ففي رباط "علي ناصيف" تقطن سيدة سعودية " هـ - ب " وزوجها في الرباط منذ ما يقارب 30 عاما ويعاني الزوج من إصابته بفيروس الكبد الوبائي، فيما تقاسي الزوجة من ضيق الحال والفقر بسبب حالة زوجها المرضية وعدم مقدرته على الحصول على وظيفة. وأكدت المواطنة أنها تتقاضى مبلغ 1700 ريال من الضمان الاجتماعي الذي لا يكفي لتغطية كافة احتياجاتهما.

ولم تكن حالة معمرة الأربطة الخيرية المسنة خديجة حسين تختلف عن عوز وفقر زميلاتها، حيث تقطن في رباط "زينب عبد الله رضا" منذ 40 عاما، وتتكبد معاناة جسيمة في تحمل لوعة الفراق بينها وبين ابنها الوحيد الذي رحل عنها دون سؤال، وتقتات بما يجود به المحسنون إلى جانب زيارات الجمعيات الخيرية التي ينظمها عمدة الحي مع الجهات الخيرية. ولكبر سن خديجة يصعب عليها تدبر أمورها بمفردها حتى القيام بنظافة غرفتها الصغيرة المكونة من أثاث متهالك ودورة مياه ضيقة، ومن يزور غرفتها يتضح له رداءة المسكن وتهالك جدرانه.

أم بلا أولاد

وفي رباط "علي ناصيف" الأكثر اهمالا من غيره، تقطن الأرملة فاطمة نونو البالغة 92 عاما، ومن يزرها يشعر بضيق حالها وفقرها الشديد، إلى جانب الخوف الذي يبدو عليها عند رؤية أشخاص زائرين لها.

تقول فاطمة والدموع تملأ عينيها متذكرة ابنها البكر الذي علقت صورته على باب غرفتها، إنها منذ أن توفي أولادها الأربعة قبل 17 عاما تعيش وحيدة في غرفة مظلمة بالدار، ويؤنس وحدتها صوت تليفزيون متهالك، إلى جانب معاناتها من جلطة في الرئة ومرض القلب، وضغط الدم، ويقوم بخدمتها أبناء الجيران.

وتحصل نونو على مبلغ قدره 600 ريال تقاعد أحد أبنائها المتوفين. وقالت إن ما تحتاجه هو تنظيف منزلها والدواء والنظر إلى صور أبنائها المتوفين.

من جانبه، أوضح عمدة حي البغدادية فواز سلامة وعمدة حارة اليمن والشام والبلد عبد الصمد محمد عبد الصمد خلال الجولة أن هذه الزيارات جاءت للتعرف على احتياجات المسنات داخل الأربطة الخيرية، وجلب المؤاد الغذائية لكل مقيمة داخل هذه الأربطة لأن هذ من مهام اللجنة التي كلفت لزيارة الأربطة من قبل الشؤون الاجتماعية.

وأضاف "لدينا ضوابط وضعت لاختيار المسنات للإقامة داخل الأربطة الخيرية ، كاشفا بأن هناك من المسنات من تكون بغير احتياج وتسعى جاهدة لتضليل الباحثات الاجتماعيات لكي تتمكن من الحصول على غرفة داخل الاربطة لكن دون جدوى، مؤكد أن هذه الاربطة عليها رقابة وحراس يهتمون بالحفاظ على الأمن.

مسح ميداني

وأشار مدير جمعية الإحسان لرعاية الإنسان لمنطقة مكة المكرمة أمين عبد العزيز قاري، إلى أن الجمعية تهدف إلى رعاية الأسر الفقيرة والمسنين والمسنات والأرامل والمطلقات والدور الإيوائية والأربطة الخيرية. وقال إن الجمعية حصلت على هذا التخصص كأول جمعية متخصصة لرعاية هذه الفئة وبترخيص من وزارة الشؤون رقم 573. وأضاف: يقوم فريق الجمعية منذ 3 أشهر بعمل مسح ميداني لسكان الدور في مكة وجدة، ووضع خطة لتنفيذ الصيانة وتقديم المؤونات والرعاية اللازمة وتشمل رعاية الدور والإشراف عليها. ويأتي هذا بالاتفاق مع عمد الأحياء التي تتواجد فيها الأربطة والدور الإيوائية والتي يبلغ عددها أكثر من 150 دارا في جدة ويسكنها مسنات وأرامل. وقال يشارك في الدعم بتقديم الإشراف الطبي جمعية زمزم، ويقدم المستودع الخيري السلال الغذائية.

توفير الأدوية

من جهتها، أوضحت عضو اللجنة الطبية لمركز صحي البلد الدكتورة أماني عطية والمشرفة على فريق مكون من اختصاصية اجتماعية وممرضتين وسكرتير، أن عمل اللجنة يشمل تدوين مستلزمات الدور الإيوائية وتسجيل ما يحتاجه المسنون والأرامل ومخاطبة الجمعيات الخيرية المسؤولة عن تلك المناطق. وبينت أن أغلب الأمراض التي يعاني منها المسنون، هي أمراض مزمنة كالضغط والسكري والقلب. وتحرص اللجنة على توفير الأدوية اللازمة لهم من خلال تواصلها مع الجمعيات الطبية بوزارة الشؤون الاجتماعية.