حتى ولو استطاعت فلسطين أن تجمع 14 من أعضاء مجلس الأمن لدعم طلبها لعضوية الأمم المتحدة، فإن صوتا واحدا كان كافيا لاستخدامه حق الفيتو لإسقاط العضوية.
الولايات المتحدة، لم تخجل من إعلان موقفها من الطلب الفلسطيني منذ أن أودع الرئيس محمود عباس الأمانة العامة للمنظمة الدولية طلب الترشيح في 23 أكتوبر الماضي، وكان واضحا وصول لجنة دراسة طلبات العضوية في مجلس الأمن الدولي، إلى ما وصلت إليه من أنها غير قادرة على الخروج بتوصية موحدة بشأن طلب انضمام دولة فلسطين، لأنها لم تستطع أن تجمع موافقة تسعة أعضاء على الطلب.
لقد مارست الولايات المتحدة وإسرائيل كل أنواع الضغوط السياسية والاقتصادية والمعنوية على الدول الأعضاء لمنعها من تأييد تحويل الطلب إلى مجلس الأمن، كي لا تُجبر واشنطن على استخدام الفيتو، وكي لا تُجبر أيضا دول أخرى من الأعضاء الدائمين في المجلس على مثل هذا الاستخدام.
لقد نأت واشنطن بنفسها مع إعلان فرنسا، وبريطانيا، والبرتغال، وألمانيا، وكولومبيا، والبوسنة والهرسك، الامتناع عن التصويت، لتسجل نقطة كانت قد افتقدتها في التصويت الكاسح على قبول عضوية فلسطين في منظمة اليونسكو، ولتعوض على إسرائيل خسارة سياسية جارفة.
أراد الفلسطينيون حشر الولايات المتحدة، ونجحوا في ذلك في اليونسكو، وفشلوا في مجلس الأمن، ولم يتبق أمامهم سوى خطوة الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث القيمة المعنوية للدول، وليس لمن يتمتع بحق الفيتو.