لا تحاول أن تدسّ هذه الكلمات برأسي، الزواج بهذه الطريقة مجموعة في قولك: اكشط واربح، لايمكن لي أن أدفن رأسي بالرمل بحجة "السلوم والعوايد"، حاولت إقناع نفسي بهذه الخطوة الخطرة، أعني أن أتزوج دون أن أعلم هوية امرأتي القادمة، الكائن الحي الذي سأتقاسم معه حياتي لا أعرف إلا اسمه يا رجل، لك أن تتخيل أني حاولت رسمها بمخيلتي، تصورتها مرة تشبه حسناء شاهدتها بدعاية لشامبو يزيل القشرة، ثم فجأة ودون تدرج تخيلتها تشبهك تقريباً. قلت له متعجباً: هل أنا بشع لهذه الدرجة؟ نظر إلي ملياً ثم تابع: ليس هذا ما أنا متورط بشأنه، ما أريدك أن تفهمه هو أن رقبتي كادت أن تخلع حين قلت لعمي القادم: شكراً لثقتك ياعمّ، نعم.. أنا مواطن صالح "وسأتسلف" من أحد بنوكنا "الحنونة" لأتزوج ابنتك ثم أصبح كادحاً منسوخاً، لكني - وربما لا تعلم - أرى أنه من الجيد أن تسمح لي بالنظرة الشرعية. وما إن انتهيت من جملتي الواثقة تلك إلا وعيناه تصفعانني، حينها لكزني أبي متداركاً: "ابني يبدو متحمساً، كلنا مررنا بهذا.. أتذكر حين جئت تخطب ولم "تدّل" البيت، فطرقت بيت جيرانهم، ضحك الجميع قبل أن يتابع وهو يمسح عينيه من أثر الضحك: "حسناً حسناً سننتظر اتصالكم ".

طبطبتُ على كتفه مجمعاً أكبر كمية من العبارات المهدئة: لا عليك ياصديقي، تحدث هذه الأشياء عادة، لا تتشاءم كثيراً، من جد وجد، خلها على ربك. فرك يديه وهو يقول لي: شكراً لتفاعلك الذي لن يغير شيئاً، المهم أحتاج أمراً ما، وضعت يدي على جيبي وأنا أهمّ بالهرب قاطعني: لا تقلق ليس مالاً، أحتاج شاهداً.. شاهداً على أضخم عملية "يانصيب" بالعلاقات الإنسانية. وأحد أكبر مشاريع شركة العادات والتقاليد والتي تحدد لك أدق تفاصيل حياتك. هل أنت موافق؟